التشكيلي عبد المجيد عفيفي لـ مواطنون: تجربتي في خدمة النازحين
تجربتي مع الأطفال النازحين بدأت منذ وقت مبكر. فقد عملت في معسكر ابو شوك مع مجموعة من النازحين، وفي معسكرات أخرى في دارفور.
في الظروف الحالية اضطررت انا ايضاً أن أكون من النازحين، لكن بشكل مختلف. فأنا لست بدار إيواء اذ اني اسكن مع اهلي بمدينة كوستي. لكن معتمد عليّ تعريف النزوح وهو الخروج قسراً من بيته.
التجربة الحالية مع الاطفال تجري في ظروف اقتصادية واجتماعية وظروف حرب مختلفة تماماً عن ما قدمته في معسكرات دارفور حيث كانت تدعمها العديد من المنظمات التي توفر معينات العمل وسط النازحين. هنا تفاجأنا بعدم وجود أي معينات فاضطررت لحفر الأرض أمام دار الإيواء لاستخراج الطين ونبدأ مع الأطفال بما يعرف باللعب الجاد وقد تفاعلوا معه بشكل كبير، فإدخال الطفل في جو اللعب تكون استجابته عالية دائما. بعد ذلك حولناه لعمل أقرب للعلاجي بإدخال منهج بالتعاون مع خبراء علم نفس يتبعون لإحدى المنظمات، والمنهج يوضح قراءات نفسية عن طريق المنتوج.
نحدد أشكال للأطفال لتنفيذها ونحاول تكرارها مرة بعد أخرى. وفي كل مرة يتم قياس التجربة وانفعالهم تجاهها واستجابتهم للأفكار. فكانت التجربة مختلفة وأدت غرضها، وبعد ذلك ممكن تكون أساس لبرنامج تأهيل نفسي للأطفال. فالورشة كانت عبارة عن استكشاف لمشاكل الأطفال بالإضافة لذلك يوجد وقت فراغ عريض في دور الإيواء والوقت مهدر لغياب الفعاليات. لذا فان عملنا يمثّل ملء الفراغ وفي نفس الوقت يساهم في وضعهم في حالة نفسية جيدة ويساعد الأطباء النفسيين في التدخل وهذا هو الغرض من الورشة ومن بقية الورش المرتقبة داخل دور الإيواء في منطقة كوستي.