مشاهدات في مراكز النزوح بمدينة شندي
شندي ـ مواطنون
منذ اليوم الثاني لحرب الخرطوم، هربت العديد من الأسر والأفراد من بيوتهم إلي أماكن أكثر أمنا، لكن في اليوم الثالث بدأت الحرب تتمدد، ووجد الفارون من منازلهم أنفسهم أمام خيار مر، وهو مغادرة الخرطوم، تاركين خلفهم امتعتهم وبعض أفراد اسرهم.
تعددت خيارات النزوح الداخلي بين مدينة ود مدني بولاية الجزيرة مائة وخمسين كيلو متر شرق العاصمة الخرطوم، ومدينتي شندي كيلو وعطبرة مائة وخمسين كيلو وثلاثمائة وعشرة كيلو، شمال الخرطوم (ولاية نهر النيل) على التوالي.
تشير احصائية لجنة الطوارئ المحلية بمدينة شندي، انها استقبلت أكثر من ٣٠٠٠ نازح من غير أهالي المدينة وضيوفهم الذين استقبلوهم بمنازلهم، توزعوا بين خمسة معسكرات، هي مركز التنمية شندي، داخلية جامعة شندي، داخلية كامل ابراهيم (مدرسة ثانوية للبنات)، ونادي النيل الرياضي، وقري التضامن جنوب شندي، المسيكتاب شمال شندي.
ويضيف منسق اللجنة خالد عامر المحامي، بانهم تلقوا دعما من منظمات وطنية، وروابط أبناء المنطقة في دول الخليج، وقاموا بتهيئة المعسكرات وتوفير الأدوية والوجبات اليومية، مشيرا الى انهم استقبلوا أكثر من ٢٠٠ حالة غسيل الكلى، تم توزيعها على ثلاثة مراكز للغسيل. وتوفير أدوية لأكثر من ٢٥٠ حالة سرطان، كما أجروا ١٣ عملية جراحية للمصابين بطلقات نارية وصلوا لمدينة شندي في حالة يرثى لها. وايضا حالات ولادة وصدمات نفسية، مشيدا بتعاون الاختصاصين والأطباء وإدارة مستشفيات المدينة (المك نمر) و(شندي التعليمي) (مركز عسيل الكلى) ومركز علاج السرطان.
ويلاحظ أن معظم المراكز تأوي النساء والأطفال والشباب، وغياب معظم الأباء.
روت النازحة فاطمة الزهراء ابراهيم، وهي ام لثلاث بنات تتفاوت أعمارهن بين سبع و عشر سنوات، قصة هروبها من امدرمان، منطقة امبدة السبيل في اليوم الثالث من اندلاع الحرب، في غياب زوجها الذي يعمل بسوق ليبيا، ومازال مفقودا حيث انقطع الاتصال به منذ اول يوم للحرب. وتضيف فاطمة الزهراء بانهم خرجوا فقط بحقيبة تحتوي على ملابس وبعض المستلزمات، وبلا اي أموال، ووجدوا حافلات قبالة جسر الحلفايا من جهة امدرمان، تسافر الي شندي وعطبرة وبربر، بواسطة منظمات طوعية.
فاطمة وبناتها يقمن الآن بمعسكر مركز التنمية بمدينة شندي، ولايعرفن حتى هذه اللحظة مصير رب الأسرة، بعد مرور ما يقارب الشهرين من اندلاع الحرب.
يقوم مجموعة من الشباب بالمراكز بتنظيم برامج للأطفال، تشمل التوعية والترفيه وخلق أجواء محفزة ضد حالات الصدمات النفسية التي واجهتها الأسر وأطفالهم.