29/06/2023

عذاب الارتكازات

عبد الرحمن عبد السيد
تحركت من الكلاكلة سوق اللفة ثاني أيام هدنة الـ ٧٢ ساعة (18 ـ 20 يونيو 2023) انا وأسرتي الصغيرة نحو السوق الشعبي امدرمان، وكنا نحسب أنه مشوار بسيط خاصة مع وجود هدنة. ظننت أن العربة ستقطع بنا المسافة في ساعة ونصف علي اكثر تقدير وكنت مخطئا في ظني.

تحركت بنا الحافلة حوالي الثامنة صباحا، وعند وصولنا الي كبري الدباسين توقفت الحافلة لاول تفتيش والذي كان للقوات المسلحة ولم يستغرق وقتا، اذ تركز السؤال حول بطاقات الهوية.

تقدمت العربة في طرق متعرجة غير مطروقة للعربات العامة. عبرنا شوارع منطقة العزوزاب الداخلية ومنها الي يثرب ثم جبرة عبر أزقة تخطينا فيها عددا من المباني المدمرة، ثم بعد ما يقارب الساعة عادت العربة الي الطريق الرسمي.

وصلنا الي صينية السوق المركزي التي كانت تعج بحركة المواصلات الخارجة من الخرطوم نحو ولايتي الجزيرة والقضارف. وسط هذا الزحام عبرنا بكمية من جنود المليشيا يحومون حول العربات يتفرسون في ركاب العربات، ويتوجهون باسئلة عشوائية للركاب علي شاكلة ماشين وين وبطاقاتكم. واحيانا تجدهم يحققون مع أحدهم حول عمله والمستهدفين من هذه الاسئلة هم من الشباب عادة.

عبرنا المدينة الرياضية وجامعة افريقيا ومع بداية شارع الستين ظهرت عدة نقاط تفتيش. بعضها يمرر العربة بعد النظر بداخلها فقط.

ظل الحال هكذا حتي وصلنا كبري المنشية عبر شارع الستين. في الكبري استغرق التفتيش وقتا أطول حيث تم انزال شخص بتهمة أنه ضابط جيش وتم تضييق الخناق عليه لأكثر من نصف ساعة لانتزاع اعتراف وهمي بأنه ضابط ، وشخص آخر لا يحمل إثبات هوية وأصر جندي الدعم السريع علي أنه طالما لا يملك إثبات هوية فهو كوز.

عبرنا الكبري بعد تدخلات من الركاب وكمساري الحافلة. وصلنا شرق النيل، ثم دار السلام فالحاج يوسف والسامراب والحلفايا. كل هذه المناطق عبرنا فيها بنقاط تفتيش لم تكن كلها كتلك التي علي الكبري.

الوقفة الثانية كانت في مدخل كبري شمبات من جهة بحري وكانت كتلك التي سبقتها بكبري المنشية (كمية من التعنت والسخف).

عبرنا كبري شمبات وعندها نبهنا الكمساري الي اخفاء موبايلات ما واي مبالغ مالية فالقادم اسوأ. وفعلا عند نقطة تفتيش حي الشهداء أصر جندي الدعم السريع علي نزول الرجال للتفتيش. كنت اول من نزل بحكم قربي من الباب. لم يكمل الجندي تفتيشه لحسن حظ الركاب ففي نفس اللحظة وصلت عربة نقل دفار تحمل مؤنا وذخائر، فطلب الي سائق الحافلة إفساح الطريق بسرعة.

وصلنا بعدها الي السوق الشعبي حوالي الساعة الواحدة، وما لفت نظري انتشار كثيف لجنود المليشيا داخل وحول السوق.

معرض الصور