مجموعات البيتكوين السودانية وتجاوز آثار الحرب

لويزا أليكسا*

عند النظرة الأولى، الحرب الأهلية في السودان التي اندلعت في أبريل 2023 تعتبر صراعا سلطويا بين شخصين: محمد حمدان حميدتي دقلو، زعيم قوات الدعم السريع الميليشياوية، وعبد الفتاح البرهان، زعيم الحكم العسكري في السودان. ولكن سنوات من التهميش الاقتصادي والتضخم النقدي الذي وصل إلى أكثر من 350٪ في عام 2021، أدى إلى تصاعد الصراع. مع انهيار النظام المصرفي السوداني قدمت البيتكوين خط النجاة للهروب من الحرب.

قال لي سوداني مغترب يعيش في أيرلندا كان من المستحيل تقريباً إرسال الأموال إلى الوطن.

يستخدم هذا المغترب اسم مستعار على الإنترنت باسم سودانهودل SudanHodl في مجموعات البيتكوين السودانية لحماية عائلته في إفريقيا. واضاف عندما اتصلت بي عمتي حول البيتكوين، فهمت أنه يمكن أن يكون له تأثيرات تتجاوز عالمي الإنترنت الصغير الخاص بي.

منذ ذلك الحين ، كان سودانهودل SudanHodl، الذي يستخدم هذا الاسم المستعار بسبب المخاطر الأمنية على الأرض بالنسبة لعائلته، نشطا عن بُعد في الساحة السودانية للبيتكوين. وعندما اشتدت التوترات لم يكن لدى سودانهودل وسيلة أخرى لإبقاء عائلته بأمان سوى البيتكوين. وعندما استقل والديه حافلة من الخرطوم إلى الحدود الإثيوبية قام بتحويل 0.0٪ بيتكوين إلى تاجر موثوق به استبدل البيتكوين بالنقد مما سمح لعائلته ببدء حياة جديدة.

واوضح لم يتمكنوا من أخذ أي شيء معهم - لا أموال ولا ذهب ولا حتى هاتف محمول. أي شيء قيم سيكون تهديدًا خطيرًا لحياتهم.

مستوحيا من تجربة عائلته الخاصة، بدأ سودانهودل في قيادة اجتماعات وتدريبات البيتكوين عن بُعد في السودان، بما في ذلك بيتكوين السودان، وهي مجموعة يشارك في تنظيمها مع أشخاص موجودين في السودان وأكثر من 500 عضو على منصة Discord. ومنذ اندلاع الحرب، ساعد مجتمع هذه المنصة العديد من الأشخاص على الهروب من الحرب باستخدام البيتكوين، وفقًا لما يقوله سودانهودل.

قال سودانهودل هناك تجار وصرافون ومنقبون وأشخاص عاديون يستخدمون البيتكوين كوسيلة للادخار - إنه مجتمع متنوع للغاية.

بالإضافة إلى بيتكوين السودان، فقد نظم سودانهودل أيضا حملة جمع تبرعات بالبيتكوين لموظفي الرعاية الصحية السودانيين.

وحول ذلك قال الوضع الطبي مأساوي للغاية. لا يوجد مساعدات إنسانية. الأطباء غير قادرون على شراء الإمدادات الطبية. بعضهم يستخدم زجاجات بلاستيكية كأنابيب للصدر. من خلال البيتكوين، يمكن للأشخاص تجاوز النظام المالي المعطل في السودان وتحويل الدعم مباشرة إلى المكان الذي يحتاج إليه.

الحرب الأهلية دمرت الاقتصاد السوداني
كان السودان تحت الحكم العسكري الانتقالي منذ عام 2021، عندما تم الإطاحة بالحكومة الثورية في السودان في انقلاب عسكري. ومنذ ذلك الحين، كانت الهيئة العسكرية تسيطر بشكل كبير على الحكومة السودانية، في حين كانت قوات الدعم السريع تسيطر على الاقتصاد السوداني بشكل كبير، حيث تمتلك غالبية عمليات تعدين الذهب في البلاد. ومع فشل المحادثات لجمع القوتين تحت حكومة ديمقراطية اتسعت الأزمة.

وبين عامي 2003 و2018 تراجعت فرص السودانيين في الوصول إلى الخدمات المصرفية بشكل كبير، وتراجعت حوالات الأموال من نسبة تقارب 6٪ من الناتج المحلي الإجمالي إلى 0.2٪ في عام 2017، وفقًا للبنك الدولي.

يقول سودانهودل خاصة في الريف، كان الناس يعملون 16-18 ساعة في اليوم ولم يكونوا قادرين على تلبية احتياجاتهم. الناس يعانون من اليأس. عندما قدمت الميليشيات 500 دولار كمقابل للمشاركة في القتال، بدا وكأنه صفقة جيدة لهم.

وتقول رانيا عزيز، الناشطة الحقوقية السودانية وشريكة مؤسسة مبادرة إنتركونكت السودانية، في مقابلة معي السودانيون لا يثقون في البنوك. وزادت معظم الناس يحتفظون بأموالهم في المنزل بشكل ذهب أو دولار أمريكي. عندما بدأت قوات الدعم السريع في نهب منازل الناس، فقد الكثيرون منهم مدخرات حياتهم.

وفي حين أن عزيز توافق سودانهودل بشأن الاقتصاد السوداني المتنامي للبيتكوين، فإنها لاحظت ايضا أن تقلبات سعر البيتكوين يمكن أن تكون مخيفة بالنسبة للأشخاص الذين لديهم مبالغ مالية ضئيلة جدا للبدء في هذا السوق. واوضحت ان تقلبات سعر البيتكوين يمكن أن تكون مخيفة للناس.

وعلى المستوى الشخصي وجدت عزيز أن هناك دعما أوسع للعملات المستقرة. وتقول من الأقل خوفًا الثقة في عملة جديدة عندما لا يتقلب سعرها بشكل مفاجئ. ولكنها ترى ايضا البيتكوين حلا على المدى الطويل بسبب طبيعته المركزية.

ويوضح سودانهودل البيتكوين ليس استثمارا. ويوضح في السودان، هناك حاجة حقيقية لما يمكن أن يقدمه البيتكوين.

*كاتبة حرة ورئيسة التسويق في محفظة واسابي والت.
المصدر: موقع فوربس
https://www.forbes.com/sites/digital-assets/2023/07/05/how-bitcoin-helps-civilians-escape-the-war-in-sudan/?sh=98b6908753e8