ابتسام عبد الله الطيب: بطلة التطعيم في الجبهة الأمامية
ابتسام عبد الله الطيب، أخصائية تطعيمات، لديها خبرة تزيد عن أحد عشر عاما في تطعيم الأطفال في السودان.
على الرغم من أنها تعتبر دورها معقدًا، إلا أن ابتسام قبلته ولا تتوقف حتى مع التحديات الإضافية التي تواجهها نتيجة تدفق الأطفال النازحين في الآونة الأخيرة، حيث تعتقد أن هذه التحديات نداءً لها وللعاملين الصحيين الآخرين على ابتكار طرق للوصول إلى الأطفال النازحين والموجودين في المجتمعات المضيفة من خلال برنامج أسبوعي منسق وهو زيارات المنازل.
الأمهات النازحات ومقدمي الرعاية غير معتادين على البيئات الجديدة التي يقيمون فيها حاليا. فالغالبية لا تعرف مواقع المرافق الصحية، ولا حتى الخدمات المقدمة. وتهتم ابتسام وزملاؤها بتوفير هذه الخدمات من خلال توصيلها إلى عتبات منازلهن. إنهم مصممون على الوصول إلى كل طفل على الرغم من الظروف، ولا شيء سيوقفهم.
الأربعاء مخصص للأطفال النازحين
في صباح كل أربعاء، تصل ابتسام إلى مكان عملها. ووفقًا للجدول الزمني، يتم تخصيص هذا اليوم للتطعيمات المتنقلة المستهدفة للأطفال النازحين، وستزور نقطة تجمع إشقدي.
لقد هرب آلاف الأطفال والعائلات من منازلهم إلى أماكن أكثر أمانًا، بما في ذلك مدني. ويقيم العديد منهم في المدارس والمؤسسات المعروفة أيضًا بمراكز الايواء، بينما يستضيف الاقارب البعض الآخر. ورصد العاملون الصحيون مواقع الوصول للأطفال المستحقين، وقد أعدت ابتسام وفريقها جدولًا يبيّن من يذهب وإلى أي مكان ومتى.
تجري ابتسام تحضيرات سريعة للقاحات والإمدادات الأخرى، وتكون ابتسام جاهزة للانطلاق إلى المجتمعات.
تقول ابتسام بعض العائلات جاءت ببطاقات صحية تحتوي على جميع سجلات تطعيمات أطفالهم، وهذا دائماً مفيد. وآخرون جاءوا بلا شيء، وبعضهم لم يتم تطعيمهم أبدًا.
وتضيف نحن لا نرفض أي شخص، نعمل معًا على خطة تطعيم. نقوم أيضًا بزيارات إلى المنازل ومخيمات النازحين ونحن نحمل اللقاحات.
وتوضح اليوم أحضّر لقاحات للحصبة والتهاب السحايا وحمى الصفراء. هناك العديد من الأمهات الجدد في المخيم.
نظرا للزيادة الكبيرة في عدد القادمين، يواجه المرفق الصحي في بعض الأحيان نقصا في مخزون اللقاحات. ولكن يعمل اليونيسف ووزارة الصحة الاتحادية على معالجة هذه التحديات من خلال الحفاظ على سلسلة توريد مستمرة للقاحات في 12 ولاية، بما في ذلك ولاية الجزيرة التي تقع فيها مدني.
وباستخدام أسرع وسائل النقل الممكنة للوصول إلى الأطفال وهي تحمل اللقاحات الموضوعة بأمان في صندوق بارد للحفاظ عليها وعلى فعاليتها، تتوجه ابتسام إلى نقطة التجمع مع عدة أطفال تحت سن الخمس سنوات. وخلال وقت قصير، تجتمع الأمهات مع أطفالهن حولها.
لقد شهدت ابتسام على مدى سنوات حالات رفض التطعيم نتيجة الأساطير المشتركة بين الأمهات ومقدمي الرعاية. ولذلك تبدأ يومها بجلسات توعية صحية لتفنيد هذه الأساطير والشائعات. وتقدم في هذه الجلسات معلومات مفصلة عن جميع اللقاحات التي يحتاجها الطفل، ومتى يجب أن يأخذها، وتنهي بشرح الأهمية العامة للتطعيم ضد الأمراض القاتلة في الطفولة.
وحول هذا الموضوع تقول ابتسام نحاول تثقيف الأمهات وفقًا لمستوى فهمهن - وأحيانًا نستخدم الملصقات للتوضيح البصري.
وتعتبر ابتسام الأمهات جمهورها الرئيسي لأنها تعتقد أنهن صانعات القرار الرئيسيات بشأن تطعيمات الطفولة في منازلهن. وحول هذا تقول أحيانًا يعارض الآباء التطعيم. لذلك نقوم بتثقيف الأمهات لإقناع أزواجهن بأهمية تطعيم أطفالهم.
وهكذا تعمل على حماية الأطفال بواسطة اللقاحات المنقذة للحياة واحداً تلو الآخر وقد نظمتهم في طابور.
وتحرص ابتسام على تحديث سجلات تطعيم الاطفال. وتقول لا يتم رفض أي طفل، حتى أولئك الذين ليس لديهم بطاقات تطعيم فاني اعمل على تطعيمهم. انها فرصة رائعة للوصول إلى الأطفال غير المطعمين وغير الملقحين باللقاحات التي تنقذ الحياة.
بعد يوم طويل ولكن مثمر، تعود ابتسام إلى المرفق الصحي، ويدفعها شغفها لحماية الأطفال من الأمراض للقيام بنفس النشاط مرارا وتكرارا، لأكثر من عقد من الزمان وهي ترى الفوائد التي يحققها تأثيرها على أطفال السودان. فلقد رأت أطفالًا غير مطعمين تأثروا بامراض قاتلة كان بالامكان تجنبها من خلال فعل بسيط هو التطعيم. لا عجب اذن أنها ستبذل كل ما يلزم، بما في ذلك استخدام تكتيكات مختلفة للوصول إلى كل طفل، حتى خلال الأوقات الأزمة مثل هذه.
المصدر: موقع يونسف السودان