بوقات النظام المباد المتلونون في الفضائيات
وليد النور
رغم دخول الحرب العبثية شهرها الرابع وما خلفته من دمار في العاصمة الخرطوم وغيرها من الولايات، لازالت بعض الجهات تنشط في شكل غرف إعلامية متحمسة للحرب، وتعمل بهمة على تبديل الحقائق.
من بين أولئك بوقات للحرب وطبول تستضيفهم القنوات الفضائية بوصفهم صحفيين يمثلون صوت الشعب السوداني الذي أصبح بين لاجئ ونازح، وآخرين لازالوا في مساكنهم بالخرطوم، تحت القصف وتبادل نيران طرفي الحرب، ولم يستطيعوا الخروج لأسباب حقيقية متعددة.
لكنهم سرعان ما تغيب عنهم الموضوعية المتوقعة لدى الصحفي، وتظهر ميولهم من أول كلمة؛ لأنها تدعم وجهة نظر الطرف الذي يمثلونه في الخفاء، وهو الطرف الراغب في الحرب واستمرارها.
وفي الواقع فإن هذه الفئة من المروجين للحرب تتواجد خارج البلاد، موزعين في دول الجوار، هم وأسرهم؛ ولذلك تأتي تصريحاتهم ومواقفهم فطيرة ومتنكرة لحقائق موجودة على الأرض، ويعرفها المواطن الموجود في أم درمان، على سبيل المثال، وهو يعاني من قصف الطائرات والدانات التي تقع في محيط منزله، ومن المتوقع أن يقتل هو وأولاده في أي لحظة ودون ذنب.
هذه الفئة تتلون كالحرباء، ويحلم أصحابها بعودة نظام الإنقاذ السابق حتى يعودوا لممارساته السابقة التي شوهت بعض وسائل الإعلام وجعلتها بوقا للنظام الحاكم، تنقل مايريده لا ما يهم الناس.
وفي الواقع درجت الفضائيات على كتابة لقب (الصحفي) أمام أسم الضيف على الشاشة، وهو لم يشهد له الجلوس يوما في صالة تحرير، ولم يمارس الصحافة (المكتوبة أو المسموعة، ولا المرئية) بل كان بعضهم وزراء ومعتمدين ورجال مراسم وضباط في القوات النظامية، ويخدمون أجندة النظام السابق.
على الزملاء في الفضائيات اختبارهم بأن يتم تقديمهم بصفتهم قادة في النظام السابق، وينتظرون. سيكون ردهم بالاعتذار عن الظهور تحت هذه الصفة؛ فهم ليسوا محايدين، ولكنهم انتهازيون فقط.