الحرب ليست بندقية وطلقة فقط
ثناء عابدين
مع اندلاع الحرب في السودان، والتي دخلت شهرها الرابع، تنامت بشكل كبير الخطابات الداعية للعنف والكراهية، مثلما هو متداول بشكل لافت في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المنابر الإعلامية ووسائل الإعلام الجماهيري.
وفي هذا الخضم من الخطاب، يلاحظ وجود بعض الشخصيات، من النساء والرجال، على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة فيسبوك، وقد نصبت نفسها للتحدث باسم بعض المكونات القبلية أو الكيانات الفوقية الداعمة لأحد طرفي الصراع.
اشتهرت هذه الشخصيات في وسائل التواصل الاجتماعي عبر بثها لسموم التعصب القبلي والجهوي بلهجة غريبة، ولا مجال للشك في أنها جزءا من أجنداتَ داخلية وخارجية تسعى لتفتيت السودان. وللأسف فإنها تحصد مشاهدات ومتابعات كثيرة على الإنترنت، وربما لايدري أصحابها أن هذا الفعل الذي يقومون به يزيد من إشعال الحرب وتوسيع رقعتها، وان أي كلمة ربما تحولت إلى قذائف وقنابل تزيد الحريق اشتعالا وتزيد عدد الضحايا الأبرياء كما حدث في الجنينة بغرب دارفور وغيرها.
وفي الواقع، يعد التنوع في السودان سمة من السمات التي تميز هذا البلد عن غيره، ولكن لم تتم إدارة التنوع بالشكل المطلوب، ونتج عن سوء الإدارة مشكلات جمة، من بينها تغذية القتال الحالي، وهو ما يحتم السعي لتدارك عواقبه حتى لا ينتشر داء خطاب الكراهية إلى بقية اجزاء البلاد التي لم تصلها الحرب بشكل مباشر.
هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الحادبين على مصلحة البلاد، أفرادا ومؤسسات، والمطلوب منهم أن يلعبوا دورا فاعلا في ثقافة السلام ونبذ العنف ورفض الآخر حتى نحافظ على بقية أجزاء الوطن.
