كوستي.. تزدهر ثقافياً أثناء الحرب

كوستي ـ مواطنون

منذ اندلاع حرب الخرطوم بين الجيش والدعم السريع في منتصف أبريل المنصرم، ونروح عدد كبير من سكان ولاية الخرطوم، إلى الولايات المتاخمة، مثل الجزيرة وسنار ونهر النيل والشمالية، والنيل الأبيض حيث تقع مدينة كوستي جنوب الخرطوم (360 كلم) والتي نزح لها عدد كبير من المواطنين.

وفي منتصف يونيو الماضي، جرت منافسات مهرجان المسرح الحر الدورة ٨ الذي استضافتة منظمة بحر ابيض للثقافة والفنون بمدينة كوستي، لمفرات النزوح بمشاركة عدد من الفرق والجماعات المسرحية من مختلف مدن السودان، والذي استمر لمدة عشرة أيام، كُرم من خلاله عدد من الرموز المسرحية والثقافية بالمدنية.

وأعاد السينمائيون والمهتمون بالمدنية في الثامن من أغسطس الجاري (سينما المدينة) الي الحياة بعد مرور 27 عاما على اغلاقها.

ويعود تاريخ تأسيس سينما مدينة كوستي في مطلع خمسينات القرن المنصرم. وفي الثمانينات اطلق الإخوان المسلمون الملتوف على مسرحها وجمهوره، في حفل غنائي كان تؤديه الفنانة حنان بلوبلو وفرقتها المسرحية، بحجة ان الفن والغناء حرام. ومنذ ذلك التاريخ  سادت الأجواء العدوانية حتى تم اغلاقها في السنوات الأولى لوصول الاسلاميين للسلطة في انقلاب عسكري 1989 ضمن موجة معادية للفن في جميع أنحاء السودان، وتم إغلاق المسارح ودور السينما.

وبمجهودات أهلية بقيادة يوسف عيسي عبد الله بدأت أعمال نفير لتأهيل مكتبة كوستي الثقافية العامة بنادي كوستى الاجتماعي الثقافي بحي المرابيع الذي تاسس 1927 م مع مجموعة الشباب. وللمكتبة تاريخ تليد في رفد الطلاب والمبدعين من أبناء المدينة بأحدث إصدارات دور النشر المحلية والاقليمية خلال عقود منصرمة، بمصاحبة نشاط ثقافي وفني راتب خلال فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.