الاتصالات الهاتفية وسيلة لـ (لمّ الشمل)

متباعات ـ مواطنون
بينما ما تزال الشابة السودانية اللاجئة بدولة تشاد، البالغة من العمر 29 عاما، تبحث عن شقيقها الاصغر منذ فرارها من السودان بسبب الحرب في يونيو الماضي، تمكنّت خديجة اخيرا من العثور على ذويها، اثر فرارها من العاصمة والخرطوم ووصولها الى مخيّم الزبوت، الواقع في قوز بيضا بمقاطعة سيلا، شرق تشاد على الحدود مع السودان. لم تلتقيهم وجها لوجه ولكن تحدثت معهم هاتفيا لاول مرة بعد انقطاع دام 4 شهور منذ وصولها الى تشاد واطمأنت انهم بخير.

تقول خديجة السودانية وهو اسم مستعار لاسباب امنية، وتبلغ من العمر 37 عاماً (كان الوضع في الخرطوم مضطرباً للغاية لدرجة أنني لم أستطع الحصول على أخبار عن عائلتي. ولم يغمض لي جفن منذ أربعة أشهر. وتمكّنت أخيراً من الاتصال بأخي الصغير، وهو في الخرطوم مع والديّ. وأخبرني أن أخي الآخر تمكّن من الفرار إلى مصر. وأنا هنا مع ابنه، وأستطيع أخيراً أن أخبره بأن والده بخير).

وبفضل مراكز صغيرة للاتصالات الهاتفية المجانية التي اقامتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر والصليب الأحمر التشادي في عدد من مخيمات اللاجئين السودانيين في دولة تشاد، تمكّن 558 لاجئاً سودانياً من استعادة الاتصال بعائلاتهم، وفق بين للجنة الدولية للصليب الأحمر من العاصمة التشادية انجامينا يوم الاثنين الماضي.

وافتحت فرق الصليب الأحمر فروعاً لها في مخيّمات الجبل والزبوت وأدري في مقاطعة سيلا، ومخيمي غاغا وفارشانا في مقاطعة وداي.

وقالت اللجنة الدولية تمكنا من إجراء أكثر من 1500 مكالمة هاتفية ونجح اكثر من الثلث في العثور على ذويهم، من بينهم عشرات من الجرحى المصابين بطلقات نارية ومرضى موجودين في مرافق صحية في أدري وأبيشي، ونجامينا.

واكدت اللجنة عزمها عن الكشف عن مصير الأشخاص المفقودين للحد من معاناة عائلاتهم التي تعيش في حالة من عدم اليقين.

وانقطعت نسبة كبيرة من اللاجئين السودانيين في تشاد الذين يزيد عددهم عن 000 350 عن أخبار عن أفراد عائلتهم.

غير انها نبّهت الى ان آلاف العائلات لا تزال لم تتلقّ أي أخبار عن مصير أقاربها المفقودين مشيرة الى ان أغلبية النازحين في تشاد هم من النساء والأطفال الذين لم يتلقّوا أي أخبار عن أزواجهم وأبنائهم وآباءهم وإخوانهم.

وسجّلت فرق الصليب الأحمر أكثر من عشرين قاصراً غير مصحوبين بذويهم من أجل تيسير عملية البحث عن أقاربهم.

وقال السيد دان روكيبا، مسؤول أنشطة الحماية التي تنفّذها اللجنة الدولية في تشاد، بفضل جهود فرق الصليب الأحمر، تمكّنّا بالفعل من مساعدة مئات العائلات. ولكن الاحتياجات هائلة ونفتقر بشدة إلى الموارد اللازمة لتلبيتها. وبالتعاون مع الصليب الأحمر التشادي، تمكّنّا بالفعل من تدريب أكثر من 30 متطوعاً من أجل مساعدتنا في عملية البحث هذه. وتصل عائلات جديدة إلى تشاد كل يوم. ولا يعلم النازحون ما إذا بقي أحباؤهم في السودان أو فروا أو توفّتهم المنية. وتزيد حالة عدم اليقين من معاناة العائلات المصابة أصلاً بصدمة من العنف الذي تعرضت له.

واكدت اللجنة ان (الاتصال ما يزال يظل تحدياً كبيراً في الوضع الحالي في السودان، حيث ما زالت وسائل الاتصال غير مستقرة، وهو ما يعقّد الاتصالات مع دارفور. ويحدّ نقص الموارد المالية لدى العائلات النازحة والفيضانات الناجمة عن موسم الأمطار من إمكانيات البحث).