حاربوا الانتهازيين عبر نشر الوعي
وليد النور
دخلت حرب الخرطوم في شهرها الخامس ولم يحقق أي من طرفي الصراع انتصارا على الآخر، بيد أن بعض الإعلاميين لازالوا يشعلون نيران الحرب بشكل انتهازي ويزودونها بنشر الأخبار الكاذبة عن انتصارات مزعومة وحسم وشيك لصالح طرف.
وينتقدون كل من دعا إلى التفاوض أو الحوار من أجل إيقاف الحرب واتهامه بموالاة قوات الدعم السريع من أجل اسكاته وإرهابه.
وبسبب هؤلاء الانتهازيون وصوتهم العالي انتقلت الحرب الآن إلى ولايات كانت آمنة، تشردت آلاف من الأسر من ولاية جنوب دارفور، وشهدت حاضرة ولاية غرب كردفان معارك ضارية، وظلت القذائف والدانات تتساقط على رؤس المدنيين، اأرتفعت أرقام الوفيات والإصابات، في ظل انهيار تام للنظام الصحي بالبلاد، وعدم استيعاب المستشفيات في الولايات الآمنة للكوادر الطبية الذين أصبحوا فجأة بلا عمل.
غاب الدور الحقيقي للإعلاميين الذين تحول بعضهم إلى بوقات للحرب بدلا عن نشر السلام والوعي َوتبصير المواطنين بمخاطر الحرب ومالاتها. فاستغل بعضهم سلطته وإطلالته على الرأي العام لنشر الفتنة ونقل فيديوهات وصور لجثث الضحايا، برغم أنهم يعلمون أنها تخالف أخلاقيات المهنة والقيم الإنسانية.
الآن جاء دور قادة المجتمعات المحلية ومنظمات المجتمع المدني أن تصحو من غفوتها الطويلة وتعمل على حث الأطراف المتصارعة لوقف الاقتتال القبلي الوشيك وقد بدأ بولايات دارفور وانتقل إلى ولاية غرب كردفان، في ظل غياب تام للأجهزة الأمنية المناط بها حفظ الأمن في بعض الولايات التي تقع خارج دائرة الحرب حسب تصريحات مدير عام قوات الشرطة.
على كل أبناء وبنات الشعب المتواجدين في المناطق الملتهبة الخروج من الصمت والعمل وسط المجتمع عبر (نوّارات) المدن والقرى بإطلاق نداء عاجل إلى وقف الاقتتال القبلي وإعادة روح التسامح التي كانت في السابق بين كافة المكونات.
إن لم يخرج المتعلمون ستترك الساحة لدعاة الفتنة وللانتهازيين لإشعال مزيد من النيران حتى يحققوا مكاسبهم الشخصية ويحرق السودان.
الإعلاميون خارج وداخل السودان أدعو عبر قنواتكم َوإذاعاتكم وصفحاتكم الشخصية إلى منع الاقتتال القبلي حتى لا نفقد المزيد من الأرواح البريئة.