حرب المخدرات في ولاية نهر النيل
مواطنون ـ الأصمعي باشري
لايكاد يمر يوم منذ العام ٢٠١٨، وحتى تاريخ اليوم؛ وإلاّ قالت الأنباء في ولاية نهر النيل، خاصةً مدينتي عطبرة وشندي، بأنّ سلطات مكافحة المخدرات تطارد تجاراً للمخدرات أو ألقت القبض على شحناتٍ بكميات كبيرة تستهدف أسواق المدينتين.
وخلال شهر أغسطس الجاري، تمكن فريق من شرطة محلية شندي بولاية نهر النيل من ضبط شاحنة على متنها مليوني حبة كبتاجون مخدرة، ووفق (المكتب الصحفي للشرطة) أن الشاحنة يقودها سائق أجنبي بغرض توزيعها على محليتي شندي وعطبرة. كما تمكنت قوة مشتركة من شرطة مكافحة المخدرات، والشرطة الأمنيه وجهاز المخابرات العامة، من ضبط كمية كبيرة من الحبوب المخدرة، وأفادت مصادر صحفية محلية لـ (مواطنون) أن الكمية التي تم ضبطها عددها 1288 حبة مخدرة كانت مخبأة بمنزل يعد أحد أوكار الجريمة بمنطقة خليوه شمال عطبرة.
وربط عدد من الناشطين انتشار المخدرات وسط الشباب خلال الخمس سنوات الماضية، باستهداف شباب ثورة ديسمبر المجيدة، ووصفوا عملية انتشار المخدرات وسهولة تداولها في الأحياء والمدن بالممنهجة، وتنشط جهات ذات صلة بالثورة المضادة في علاقات غامضة مع التجار والمروجيين والمهربيين والسلطات الأمنية، وكشفت تحريات سابقة بمراكز الشرطة عن شبكات يتم التغطية عليها مجرد الوصول لشخصيات ضالعة فيها تربطهم علاقة بالسلطة.
وبحسب ناشطيين اجتماعين فإن عددا كبيرا من قصص المأساة والحزن تحكي عن شباب في المدينتين ادمنوا تعاطي المخدرات، وتحولت حياة عائلاتهم إلى جحيم في سبيل العلاج والتأثيرات الاجتماعية والأمنية المترتبة على الإدمان.
وتواصل لجان مكافحة المخدرات داخل أحياء مدن الولاية استشعار خطر المخدرات، فقرروا و بعمل جماعي الوقوف و التصدي لهذا الخطر، فسخروا لهذا الأمر كل طاقاتهم، حيث يقومون بدفع تكاليف علاج المتعاطين، كما سلموا المروجين للشرطة.
وبحسب مصدر أمني في الولاية فإن أكثر من عشرين تاجرا ومروجا يقضون فترة حكم بسجون الولاية تتفاوت بين الخمسة سنوات والعشرين سنة، واتهم حقوقيون السلطات المحلية بالتهاون في حسم معركة المخدرات، ولم يستبعدوا ضلوع عناصر أمنية في عمليات إدخال المخدرات وبيعها في ولاية نهر النيل.
واستشعارا منهم بدورهم الاجتماعي أقام تجمع أساتذة جامعة شندي، محاضرات توعوية عن مخاطر المخدرات وادمانها بمدينة شندي.
وقال دكتور سليمان الكامل بأن محاضرات التوعية تأتي في إطار تفعيل دور الجامعة في خدمة المجتمع، وتحدث عن المخدرات وأنواعها واثارها الصحية والادمان أنواعه وعلاجه، والمشكلات الإجتماعية الناجمة عن انتشار تعاطي المخدرات مبيناً أنها تمثل أكبر مسبب لتفكك المجتمعات وتحطيها وعن دور الأسرة والمؤسسات التعليمية.