تواصل النزوح جنوباً هرباً من الحرب في السودان
متابعات - مواطنون
قالت بعثة الامم المتحدة في دولة جنوب السودان اليوم، إن الفارين من حرب السودان ما زالوا يتوافدون إلى أحدث دولة في العالم، الواقعة هي نفسها في قبضة دورات صراع متواصلة.
وأوضحت يعبر كل يوم منذ أبريل، حوالي 1,000 شخص الحدود من السودان إلى ولاية أعالي النيل في جنوب السودان، في أوضاع مزرية بحثاً عن الأمان والدعم الإنساني.
ونظرا للأوضاع المضطربة في البلاد تولي البعثة الأممية الجانب الأمني أهمية خاصة، وقالت في هذا الشأن إنها أنشأت نظام مراقبة أمنية وخطة استجابة فعالة في حالة وجود أي تهديدات محتملة لحياة المدنيين، وعززت قاعدة البعثة في الرنك بقوات إضافية.
وقال دينغ لوال أجاك، نائب مدير مركز إعادة اللاجئين التابع للبعثة (مع عدم وجود نهاية في الأفق لأعمال العنف في السودان، لا يزال الناس يتجهون نحونا في جنوب السودان).
ويضيف (نحن نبذل قصارى جهدنا، ولكن هناك نقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة والأدوية).
وأكدت البعثة أن أكثر من 200 ألف شخص قد دخلوا البلاد ونقل بعضهم من نقاط دخولهم إلى مواقع مختلفة في جميع أنحاء البلاد، بينما ويعيش آخرون في مواقع عبور مؤقتة.
وغالبية الفارين من العائدين، اي مواطني جنوب السودان الذين كانوا قد فروا في وقت سابق الى السودان بسبب الصراعات المحلية.
وفي الرنك وحدها، تم إيواء أكثر من 10,000 عائد ولاجئ في هذه المراكز.
وأعرب المسؤول الاممي دينغ لوال أجاك عن القلق من أن الكثير منهم هم من القُصَّر غير المصحوبين بذويهم، مشيرا إلى أن العدد الاكبر من الفارين هم من النساء والأطفال.
وأضاف إن احتياجاتهم هائلة، وكذلك الصدمة التي تعرضوا لها.
ويصف الفارون أوضاعهم وظروف وصولهم بالكابوس.
تقول نياريك مومكر آين، البالغة من العمر 43 عاماً، والتي أمضت أياماً في الطريق مع ثلاثة أطفال، في محاولة يائسة للوصول إلى الأمان في بلدها، جنوب السودان، بعد اندلاع القتال في الخرطوم حيث كانت تعيش (لم أصدق عندما سمعت إطلاق نار وقصف). (انتقلت أنا وزوجي إلى السودان هرباً من الحرب الأهلية في جنوب السودان. وانظروا أين أوصلنا القدر مرة أخرى. لقد نزحنا مرتين).
وتعيش حالياً في مركز عبور آمن نسبيًا للعائدين في الرنك، بولاية أعالي النيل، وهي تروي تجاربها.
وتقول جوزفين أميني أجاك البالغة من العمر 72 عاماً، وهي جالسة على كرسي بلاستيكي، وتحمي وجهها من الشمس تحت الخيمة التي تستخدم كعيادة، تنتظر ممرضة لتعالج جروحها:
(لقد أصبت أثناء هروبي من القتال في السودان. كنا كثيرين نتدافع وسقطت وأصبت في ركبتي. كان مؤلمآ. لكن جراحنا الجسدية ستشفى. أكثر ما يؤلمني هو أننا هربنا من جنوب السودان هرباً من العنف وإيجاد السلام في السودان. والآن نحن في نفس الوضع بعد مرور 10 سنوات. لقد عدنا بلا شيء).