عودة للحلم المصرفي الوردي
عثمان حامد سليمان
* بعد أن تضع حرب الخرطوم ودمارها الشامل أوزارها وتنطفئ نيرانها وتنسحب قواتها المتقاتلة المتحاربة بضراوة وغباء فوق رؤوس المواطنين والمقيمين الأبرياء.
- الاَن ومنذ ساعة إطلاق أول قذيفة نارية يوم السبت 15 أبريل 2023، عندما أعلنت بداية ساعات القبح والكراهية والغدر ونسج خيوط التاَمر الخانقة والتباس الأدوار بين طرفي القتال.
(عبثية عبثية.. عبثية) ترددها الأطراف بغباء ومخادعة بئيسة مع تبادل الاتهامات وكيل الأوصاف حد السباب.
* والمواطن يتسرب مذعوراَ ويخرج دون أن ينظر خلفه، ودون أن يلقى نظرة وداع لحياته الطويلة الهادئة من زمن الخرطوم بالليل وحتى
الليلة بالليل نمشي شاطي النيل..
قهوة بي مزاج،
انت السكر!!
وحتى تجرع المدينة الهرمة كأسات الحنظل والشراب المر.
* 38 بنكاَ يا سادتي!! بمئات الفروع على امتداد خريطة السودان التي قضمها غول الانفصال/الاستقلال!!
* وتاريخ يعود إلى 1913 الأنجلو - ايجبشيان بنك و1916 باركليز بنك دي سي أو
والاسماء العظمى التي توالت بعد ذلك التاريخ وحتى بلوغ الاستقلال في الفاتح من يناير 1956.
واستمر التطور الطبيعي بمكونات البنوك الأجنبية ولم تصل إلى عشرة في كل عددها ومعها البنك المركزي - بنك السودان والبنك التجاري السوداني بتأسيس ورأسمال وطني سوداني إضافة إلى البنوك المتخصصة في القطاع العام - الزراعي والصناعي والعقاري.
* حلت الكارثة الاولى والكبرى التي عصفت باستقرار ومهنية المجتمع المصرفي بالتأميم اللعين 25 مايو 1970 وتلاحق الدمار والتخبط العشوائي في السياسات والاندماجات،
وزاد من أثر الكارثة نزيف العقول المصرفية وهجرة واغتراب الكفاءات المهنية حملة رايات التقاليد والأصول والاعراف والسرية والخصوصية والانضباط والأمانة المهنية وكل ما اشتهر به أرباب المصارف و منتسبي البنوك.
* وحلت أم الكوارث (بأسلمة النظام المصرفي) وبعودة لقراءة تاريخ الجريمة بواكير عقد وسنوات التسعين فقد أخرج الأبالسة مكنونات (بنك فيصل وبنك التضامن وبنك الشمال) وما لف لفهم من المجموعات الشبيهة بعصابات المافيا والمحافل الماسونية في غموض تكوينها وسرية ملكيتها وأصول رؤوس أموالها ومن يديرها ومجالس إدارتها وهيئاتها الاستشارية والشرعية، ومن يستفيد منها وحتى لحظة الدمار هذه!!
* نحلم بفتح الباب على الجيران - جوار السودان!!.
1. فقد تم أمس اعلان توحيد (المصرف المركزي الليبي) بعد أن انقسم إلى بنكين تعبيراَ عن مشروع انقسام البلد إلى دولتين!!
ليبيا شرقية - وغربية!!
طرابلس وبنغازي :
ومن معاني التوحيد انتهاء النزاع وامتلاك مركز الدولة الواحدة لسلطة إدارة المال ووضع السياسات الاقتصادية المالية والتجارية.
خطوة جبارة وعلامة على إنتهاء الحرب، نهائيا َ بسلاح وحدة المال.
2. بلغت استثمارات بنوك الإمارات بنهاية يونيو 2023 - المليارات، محققة أعلى مستوى في تاريخها.
ما يمكن اعتباره مؤشراَ على قرب نهاية نواة الحرب الكونية وتهديدها الأعظم ما بين روسيا وأوكرانيا، لتنتشر بين مجانين حملة ازرار السلاح النووي الذي إذا انطلق لفرطق الكرة الأرضية وشتت شملها (كبطيخة لاقة) في طرف الملجة بطيب الذكر سوق أمدرمان الكبير - أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات وعمار البلاد !!
** يجب إعادة تنظيم وهيكلة البنوك السودانية - وتصحيح حالتها الشاذة وإعادة الأمر إلى طبيعته المصرفية التجارية الأصل - conventional banking، commercial banking.
دون أدلجة ودون أوهام ومخادعات الربوية التي انطلت على العقول خلال عقود التيه، وحولت الثروات والسيولة الحلال إلى غنائم بجيوب الجشع المتمدد عبر سنوات الإنقاذ الكالحة.
- تكفى السوق السوداني 6-10 بنوك تجارية سودانية في الحدين الأدنى والاقصى، شركات مشتركة عامة برؤوس أموال ومساهمات
(الحد الأدنى 100 مليون دولار وترتفع سنوياََ لتبلغ 500 مليون دولار) خلال ثلاثة أعوام - بعد اندماج وتصفية البنوك الزائدة عن الحاجة الفعلية للسوق التجاري المالي المصرفي.
- تنظم بقانون ويشرف عليها (البنك المركزي - بنك السودان)
* بنك البنوك الذي يضطلع بمهام إصدار وضبط العملة ويحتكر إدارة موارد الدولة المالية والمعادن والموازين التجارية إلى اَخر مهام البنك المركزي المستقل، ضمن سيادة الدولة، ويعاد تنظيمه بخبرات وأحدث النظم المتبعة في الدول المتقدمة - الاتحاد الأوروبي واليابان وسويسرا وإنجلترا.. الخ.
- مع فتح الباب للبنوك الإقليمية والعالمية لتأسيس بنوك مشتركة 60/40 % والنسبة الأعلى للمساهمة السودانية - شركة مشتركة.
- ايضاَ السماح للبنوك السودانية بفتح (نافذة إسلامية) أو تأسيس بنك تابع مملوك - يعمل وفق ضوابط الشريعة الإسلامية- تليية لرغبات العملاء وحاجة السوق المصرفي للتنوع.
* يجب أن نبدأ التخطيط لما بعد الحرب من هذه اللحظة.
الاَن.. الاَن وليس غداً