أثر الظل.. معرض للصور الفوتوغرافية
متابعات - مواطنون
افتتح في مدينة كسلا معرض أثر الظل للصور الفوتوغرافية، من أعمال المصور الفنان حسين صالح اري.
حول فكرة معرضه يقول الأستاذ حسين أري: (أثر الظل) معرض صور فوتوغرافية، قائم على إمتزاج الأحلام بالواقع، في وقت يكابد فيه السودان حربا تلوي خاصرته، وتدمي جسده ووجدانه، وتحرق كل اخضر وجميل و واعد.
عملت لفترة تجاوزت العامين قبل الحرب على إلتقاط الصور.
- لم الظل؟
* إن الضوء يوقفه الجسم، لذا فالظل المشاهد هو الجزء المحروم من أشعة المصدر الضوئي، الذي يظهر بفعل التباين.
إذن الظل هو إفتقاد النور كنتيجة محضة لتواجد الأجسام المعتمة، التي تعترض مسار اشعة الضوء، وطبيعة الظل من طبيعة الظلام، أما الضوء فطبيعته هي من طبيعة النور، والظل يختفي بينما الضوء يكشف وكلاهما ملازم للآخر إذ يتجاوران على أسطح الأجسام.
الظل هنا - في هذا المعرض- هو توصيف للحياة المتوقفة عن كونها محسوسة في الحالة المادية لكنها مستمرة بجانبنا، وكثيرا ما تعني واقعا مجازيا يرفدنا بالذكريات والشجون والانفعالات الكبيرة والانتقالات.
- هل تقول الصور ما تود أن تقول بذات العمق والدلالات؟
* لدي يقين بأن هذه الصور قادرة علي شرح نفسها والتعبير بمسؤولية عالية، والألوان فيها - كلها - في حالة إمتزاج وتناغم، كما أنه ليس للإطارات أي سطوة عليها بل هي محض حدود فاصلة. فخلف الضوء والظلمة يقع الظل المليء بملاحمنا وقصصنا وخواطرنا وأفكارنا. وكما قال غوته: (حيث يوجد الكثير من الضوء يكون الظل عميقاً).
في الظل حياة، بعيدة عن الضوء وعن الظلام، نستطيع أن نشاهد الحقيقة ساطعة ونميز بينها وبين الوهم، وقد تتشابك أحيانا، فلا نستطيع التمييز بين ما هو أبيض وما هو أسود دائماً، ظلمات الحياة تزورنا ونعجز أحياناً أن نميّز بين درجات ظلماتها، فيكون بينها ظلمات أقل، ثم أقل، ثم شبه ظل، حتى نفتح نافذة نحو الضوء، هكذا هي الحياة، لا حقيقة مطلقة مجرّده لتطبيقها على كل الناس، لاننا نعتقد أن الحد بين الضوء والظلمة حد واضح وفاصل، وهو في الواقع غير ذلك.
الظل فلسفة كونيه وجزء من تكوين ساعتنا البيولوجية لنتّحد مع الكون والمخلوقات، وهو يحمل كل ذلك الغموض.. شيء هش لا وجود له ولا شكل له، بعكسنا، نراه ولا يرانا .. لكن إذا وجد الظل فذلك يعني أن الضوء أمامنا.
والظلمة والظل ما هما إلا نتاج ابتعادنا عن الضوء.
جمال الظل سموّاً بأشياء الحياة الواقعية.
- ما الهدف من الاشتغال على الظل؟
هنا - في هذه التجربة - قمت بإستخدام الظل من أجل الحصول على تأثيرات جمالية. في الفنون كافة والأدب وجد الظل لنفسه مكانة، وكان مقترناً بالغموض والموت والحياة.
إن مفهوم الظل عميق ومتداخل مع فكرة الوجود المطلق والعدم، ومع فكرة التجلي والعماء، ومع فكرة الموت والخلود.
فكلنا راحلون في رحلة باتجاه الضوء الداخلي، فلننير لمن هم/ هن حولنا.
عندما نضيء جسما معتما بمصدر ضوئي -يوجد الجسم المعتم دائما بين المصدر الضوئي والظل- ثم يتكون الظل، الذي أردنا أن تكون دلالاته وحضوره وأثره في هذا المعرض مستقاة من هذه الجدلية ومعززة لها.
ارجوا أن أكون قد وفقت.
*نقلاً عن صفحة تجمع الأجسام المطلبية - تام في فيس بوك