السوخوي تضرب الألقاب.. ودانة تفجر الأسماء
مواطنون - الخرطوم
بدا لهم وكأن الأسماء والألقاب تتساقط من السماء. مثل مقذوفات الأسلحة الفتاكة التي فرضت على سكان العاصمة الخرطوم ثقافة حرب جديدة دخلت بشكل مباشر في قائمة أسماء المواليد وسجل الألقاب التي بات من بينها طائرات السوخوي والميج بجانب دانة.
ومثلما فقدت الخرطوم لقب العاصمة السودانية مؤقتاً لصالح مدينة بورتسودان، تخلى الشاب وليد عبدالمنان عن لقب الكيني الذي اشتهر به منذ الصغر دون إرادته بعدما أطلق عليه الجمهور السوخوي بسبب طلعاته الهجومية وقذائفه الصاروخية التي تمزق شباك المرمى وترعبه. وذلك في تمارين كرة القدم اليومية بملعب الدافوري بمربع 2 الحاج يوسف الذي أوقف نشاطه بسبب أمطار فصل الخريف على نحو ثلاثة أسابيع تقريباً.
ولم تنحصر أسماء الطائرات الحربية عند الكبار فقط، بل شملت الصبية الصغار، حيث انتشر إسم الميج بينهما، مثلما فعل زملاء محمد شرف الذين أطلقوا عليه لقب الميج بسبب سرعته داخل ملعب كرة القدم، ودقة تصويباته بملعب البلي الذي أصبح اللعبة الأولى للأطفال العالقين في الخرطوم وهم يعيشون أوضاعاً صعبة.
إعجاب الصغار والأطفال لم يتوقف عند مشاهد السوخوي والميج ولصق ألقابها على زملائهم فقط، وإنما ظهرت بينهم هواية جديدة، وهي عملية جمع أكبر كمية من الرصاص الفارغ الذي انتشر في كل مكان داخل العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث، ويعد الذي يجمع كيساً أو علبة من ذلك الرصاص بمثابة بطل فائز من دون جوائز.
أما خضر المعروف بين أصدقائه بـ أدروب فقد احتفظ بلقبه ولكن إبنته المولودة حديثاً لم تنجو، فقد أطلق عليها دانة، وقال ضاحكاً: لقد اطلقت على إبنتي لقب دانة، وأضاف مازحاً: هي مثل عربات بوكو حرام ليس لها أوراق رسمية حتى الآن، ولن نستطع تسجيلها إلا بعد توقف الحرب.
لم يكن خضر الوحيد الذي أطلق الأسم على طفلته، فهناك أكثر من 6 أسرة أختارت نفس الأسم، وربما بنفس الدوافع التي فجرت دانة الأسماء.