08/09/2023

إنتبهوا .. إنها الكارثة!

يوسف سراج

نحو 7 ملايين أجبرتهم الحرب للنزوح من الخرطوم، والمناطق الملتهبة في دارفور وكردفان. وذكرت تقارير للمنظمة الدولية للهجرة، إن أكثر من نصف هؤلاء قد فروا حديثا خلال الشهر الرابع من اندلاع القتال منتصف أبريل الماضي.

تجدد موجات النزوح لمئات العائلات من أحياء وضواحي الخرطوم، التي تشهد تصاعد وتيرة القتال، كان متوقعا ومرشحا للتزايد بعد مقتل العشرات وتعرض المئات من المدنيين لإصابات وجروح بليغة نتيجة القصف الجوي واستخدام الأسلحة الثقيلة.

المشافي المحدودة التي تعمل وسط ظروف وتحديات كبيرة، تقف عاجزة، عن تقديم المساعدات الأولية للجرحى، ناهيك عن علاج تلك الحالات الخطيرة وسط شح وإنعدام المعينات الطبية والأدوية الضرورية.

إفرازات وآثار الحرب المستمرة نحو خمسة أشهر، تدق ناقوس الخطر، وتفتح قوس الاحتمالات واسعا، على واقع كارثي نأمل أن يتم تداركه بتكثيف المناشدات للمجتمع الدولي والمنظمات العاملة في المجال الإنساني، لضمان توفير خدمات الحماية والمساعدات العاجلة.

إزاء كل ذلك توقعت تقارير المفوضية التابعة للأمم المتحدة، تزايد اللاجئين السودانيين جراء الحرب الى 1.8 مليون بحلول نهاية العام.

وناشدت توفير مليار دولار لمساعدتهم وسط تقارير عن ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات.

الشاهد أن إتساع رقعة القتال الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع ، سيقود الى كارثة إنسانية تهدد حياة الملايين ليس فقط بين الفارين من مناطق النزاع ، لكنها تنعكس على مجمل الأوضاع في الولايات خارج نطاق النزاع المسلح، في وقت لاتزال موجات النزوح تتدفق الى الولايات وسط وشمال السودان ،في ظل أوضاع اقتصادية ومعيشية ضاغطة، و شح في توفير الخدمات الضرورية من المياه والكهرباء والعلاج.

زيارة المبعوثة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا جرينفيلد الى تشاد والحدود مع دافور لتفقد أوضاع اللاجئين السودانيين، تعد خطوة عملية مهمة لتسليط الضوء على تفاقم الأزمة الإنسانية، فضلا عن تعهد الولايات المتحدة، بتقديم 163 مليون دولار إضافية مساعدات للسودان والدول التي تستضيف اللاجئين هربا من جحيم الحرب في السودان.

معرض الصور