اللاجئون في تشاد..دفع تكلفة الحرب مرتين
مشاعر إدريس
تعاني مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، من استمرار الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وقد تحولت المواجهات لطابع قبلي أدت لمقتل الآلاف وفرار مئات الآلاف من السكان إلى دولة تشاد المجاورة.
وقال سلطان قبيلة المساليت بولاية غرب دارفور سعد بحر الدين إن مشكلة الجنينة ليست قبلية بل اعتداء من الدعم السريع ضد كل مكونات المدينة وخصوصا المساليت.
وأوضح السلطان أن أحداث الجنينة صراع سياسي، كما أن الدعم السريع يخطط للاستيلاء على المنطقة، باعتبار أن منطقة غرب دارفور استراتيجية للدعم السريع لانطلاق قواته من المنطقة المرتبطة بتشاد وأفريقيا الوسطى وليبيا.
وتابع “غرب دارفور تمثل عمق استراتيجي للدعم السريع أمنيا واقتصاديا لوجود الذهب واليورانيوم”.
وقال سلطان المساليت بشأن اللاجئين السودانيين في مدن أدري وأبشي بتشاد إنهم يعانون ظروفا إنسانية قاسية، وناشد الدول والمجتمعات بمد يد العون.
المساليت، هي مجموعة عرقية تسكن إقليم دارفور غرب السودان وإقليم الوادي شرق تشاد، فقبيلة المساليت من القبائل الإفريقية الأصيلة التي لها تراثها التاريخي وموروثها الثقافي والاجتماعي العتيق، ولها لغتها الإفريقية المتميزة بنبراتها من بين الجميع.
وأكد القانوني السوداني معز حضرة وجود عقوبة في القانون الجنائي السوداني والمحكمة الجنائية الدولية على التهجير القسري للمواطنيين المدنيين، باعتباره جريمة من جرائم الحرب.
وأضاف معز حضرة أن القانون الجنائي السوداني يحتوي على عدد كبير من الجرائم ضد الإنسانية والحرب.
وأشار إلى أن التهجير القسري يدخل ضمن المادة 186 من القانون الجنائي السوداني، وهي جرائم ضد الإنسانية.
وأكد أن المحكمة الجنائية الدولية تحرم مثل هذه الجرائم، كما أن اتفاقيات جنيف الأربعة تعتبر مثل هذا السلوك اعتداء ضد المدنيين وهو إخراجهم من منازلهم وضربهم. مؤكدا أن كل الاتفاقيات الدولية تحرم التهجير القسري باعتباره جريمة حرب وضد الإنسانية.
وشكا (حسن أحمد وهذا اسمه المستعار نظرا لحساسية وضعه) وقد فر من الجنينة إلى تشاد من انعدام أبسط مقومات الحياة في معسكرات أدري، وقال إن الأوضاع قاسية بالمعسكر حيث تقطن أسر بلا إيواء وأخرى بدون غذاء، بينما الوضع الصحي بشقية الوقائي والعلاجي يشكل تهديد للحياة.
وأشار إلى وجود مهددات تواجهمهم في المعسكر في مقدمتها الحماية، خاصة أن أدري تقع على الحدود القريبة من السودان، وعادة ما يدخل إليها عناصر قوات الدعم السريع.
أدري هي المدينة الرئيسية لمقاطعة أسونغا في إقليم واداي في تشاد. تقع بالقرب من الحدود الشرقية لتشاد مع السودان على بعد 400 متر.
وكشف عضو مجلس أمناء (هيئة محامي دارفور) محمد عبد الله الدومة خلال زيارته لمعسكر أدري أن عددا من مواطني ولاية غرب دارفور الذين وصلوا مدينة أدري التشادية بلغ أكثر من 185ألف لاجئ وفقا للسلطات الرسمية، بينما التدفق اليومي للاجئين بمعدل ألفي لاجئ.
كاشفا عن وجود أعداد أخرى من اللاجئين في منطقة قوز بيضة التي تقع إلى الجنوب من أدري، وهي مواقع تأوي الفارين من جنوب الجنينة علاوة على القادمين من ولاية وسط دارفور.
وتحدث الدومة عن تهديدات جدية ليس لأبناء قبيلة المساليت صاحبة الوجود الكثيف فقط، بل لمجموعات أخرى في الإقليم.
كما أكد وجود مشاكل تواجه اللاجئين، تتمثل في عدم تلقي كثيرين منهم حصتهم من الغذاء برغم مرور أكثر من شهر، ما أدى لظهور حالات سوء تغذية وسط الأطفال.
وقال عضو مجلس أمناء هيئة محامي دارفور إن قوات الدعم السريع أسرت 47 شخصا من سكان مدينة الجنينة قتل 7 منهم في مكاتب الدعم السريع بينما لا زال 40 منهم رهن الاحتجاز.
وأوضح أن مصادر موثوقة أبلغته بوجود أكثر من ألفي مفقود، فقد غالبيتهم أثناء الهروب من الجنينة إلى أدري، وتوقع وقوعهم في أسر الدعم السريع.
وقال الدومة إن عددا من اللاجئين أبلغوه بمشاهدتهم مجموعات من الدعم السريع الذين ارتكبوا جرائم الجنينة يتجولون في سوق أدري.
وأشار الى أن السلطات التشادية تحسبت لذلك بنقل اللاجئين إلى مسافة تبعد نحو 30 كلم من الحدود مع السودان.
وبدأت منذ 23 أبريل المنصرم، ما يرجح إنه أعمال عنف ذات طابع عرقي في ولاية غرب دارفور، على خلفية معارك بين الجيش والدعم السريع؛ قبل أن تخضع حاضرة الولاية الجنينة لسيطرة مليشيات مسلحة.