السودان: تبادل إطلاق نار في العاصمة الجديدة
متابعات ـ مواطنون
بعد الخراب الذي طال البنية التحتية ومؤسسات الدولة الرسمية، نتيجة إستمرار حرب الخرطوم العاصمة، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وهيمنة الاخير على أجزاء واسعة منها بحسب آخر تقرير للأمم المتحدة وبعثتها في الخرطوم، انتقلت حكومة الأمر الواقع بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان ونائبه مالك عقار، ومجموعة الوزراء المكلفين، الي مدينة بورتسودان بشرق السودان بعيدا عن حجيم الحرب الذي اصطلى به المدنيون من سكان الخرطوم، وفر اغلبهم الي خارج البلاد، ونزح آخرون داخل السودان.
وفي الوقت الذي تشير فيه الأنباء عن نية البرهان إعلان حكومة حرب جديدة من بورتسودان، تفاجأ المتابعون أمس الإثنين بتبادل إطلاق نار لم يستمر طويلا، بحي (ديم المدينة) وسط العاصمة الجديدة، بين قوات تتبع لحركات وأحزاب مؤتمر البجا القومي، بقيادة الجنرال شيبة ضرار.
وقالت وكالات أنباء عربية إن الجيش السوداني بادل، الاثنين، إطلاق النار في مدينة بورتسودان شرقي البلاد مع جماعة مسلحة تابعة لزعيم محلي.
وأفادت مصادر محلية، بأن إطلاق النار نجم عن إزالة الجيش لنقطة تفتيش تابعة لقوات تحالف أحزاب وحركات شرق السودان حزب مؤتمر البجا القومي والمعروفة بقوات شيبة ضرار، بحي (ديم مدينة) وسط المدينة الساحلية التي ظلت بمنأى عن الحرب منذ اندلاعها في البلاد 15 أبريل الماضي.
وأضافت المصادر ذاتها أن تفاصيل الاشتباك المحدود الذي استمر لدقائق، تعود لاعتراض قوة من قوات (شيبة ضرار) قافلة لشاحنات نقل إغاثة بحجة أنها لا تحمل أوراقاً رسمية.
ويدور جدل كثيف وسط المراقبين في شرق السودان حول عمليات فساد كبيرة بسبب تدفق شحنات إغاثة دولية وإقليمية لضحايا الحرب في الخرطوم، دارفور ومدن النزوح الأخرى، من قبل حكومة تصريف الأعمال المشكلة في أعقاب انقلاب البرهان وحميدتي في العام ٢٠٢١ على حكومة مدنية انتقالية.
وبحسب بيان صادر عن جماعة الأسود الحرة بشرق السودان، تلقت (مواطنون) نسخة منه، ان ما حدث مساء ا الاثنين ١٨ سبتمبر بمدينة بورتسودان، بعد حديث شيبة ضرار عن الحقوق الطبيعية لانسان شرق السودان. قامت قوة من الاستخبارات العسكرية باقتحام بعض مقرات ودور الاحزاب والحركات السياسية واعتقال عدد من الناشطين المدنيين، ومن قبلها قامت باعتقال عدد من قادة المجتمع المدني بمدينة كسلا على رأسهم سليمان علي، الوالي السابق لولاية القضارف في عهد الحكومة المدنية الانتقالية.
وحذر البيان من أن مدينة بورتسودان وكل مدن الشرق ليست آمنة، كما يتوقع قادة الجيش وحلفائهم في الحركة الاسلامية، وطالب البيان بانتهاء بوجود حكومة المركز التسيرية، لاقامة عاصمة بديلة في بورتسودان او أي مدينة أخرى من الشرق، لتقوم بذات المهام القذرة التي ظلت تقوم بها هذه المجموعة في الخرطوم، حتى أحالوها إلى ركام بحسب البيان.
وقال محللون سياسيون بأن ما جرى ليلة الاثنين ببورتسودان، ماهي إلاّ نتائج طبيعية لاهمال الجيش الرسمي والاستعانة بمليشيات قبلية، وجهوية لحسم المعارك العسكرية مع الخصوم السياسية. واعتبروا بأن تجربة الدفاع الشعبي، وحرس الحدود والدعم السريع وكتائب الظل مثل براء بن مالك وغيرها، هي أحد أكبر جرائم الوطنية للحركة إسلامية في السودان.