20/09/2023

مات (نيرون)، إدركوا الخرطوم!

يوسف سراج

(-) استهداف المعالم البارزة، وتدمير المنشآت الحيوية ذات الملمح السياحي في العاصمة الخرطوم، كان فعلا صادما يضاف الى يوميات الحرب التي تمضي في غفلة من الزمان لإكمال نصف عام، من الدمار والتشريد.

(-) التبريرات و تبادل الاتهامات المثارة حول قصف وتدمير البنى التحتية والمناطق الحيوية، لن تمحو حقيقة باتت اكثر وضوحا بأن استمرار هذه الحرب سيقضي على الدولة الوطنية ، ليس في واجهتها السياسية فقط، بل سيتعدى بالفعل لهدم ماتبقى من بنى تحتية إن لم ينتبه المتقاتلين و القوى المجتمعية كافة، الى مآلات ما يجري من حرب تفتقر الى أدنى ما يمليه الضمير الإنساني والحس الوطني الغائبين حتى الآن عن مسرح العراك العبثي.!

(-) عمليات القصف والتخريب طالت بنايات أنشئت حديثا، لكنها أضحت من معالم الخرطوم العاصمة، مثل برج النيل للبترول في منطقة مقرن النيلين، ومقار ومبانى وزارة العدل، ديوان الضرائب، الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس، إضافة الى القصف العشوائي على بعض الأسواق والمناطق المأهولة بالسكان في مناحي متفرقة من الخرطوم.

(-) تاريخ الحروب لم يغفل تدوين الكثير من النماذج ، سعت فيها جيوش وقادة عسكريون، إلى تعمد تدمير ثقافات وموروثات كثير من شعوب العالم، ولكنها في الغالب كانت تأتي في سياق الإحتلال والاستعمار، وليس بين مجموعات وطنية متقاتلة تحت دواع سياسية.!

(-) اقترنت، محرقة روما تاريخيا بجنون الامبراطور الروماني نيرون، كما دمغ دمار برلين بأوامر هتلر في متاهته الأخيرة منتصف أربعينات القرن الماضي.

ويشير مؤرخون، الى ان تدمير وطمس ثقافة أي شعب أمر كافي تماما لكسره واندثاره. وهذا يمكن تفهمه في سياق احلال وابدال بين مكونين مختلفين ثقافيا على الأقل.

(-) الحرب الدائرة في السودان ومع عدم التزام طرفيها بمواثيق تحترم الحقوق العامة، حتما ستتهدد الموروث الثقافي والسجلات التراثية والمخطوطات والوثائق وكل ماهو نادر وغير قابل للتعويض.

(-) استمرار الحرب وعدم الاكتراث لعواقبها الكارثية، لن تكون نتيجته الخسائر المادية فقط، ونخشى من خسارة فادحة للتراث الثقافي.

معرض الصور