جنرالا السودان: سباق المسافات الطويلة
متابعات - مواطنون
شهد يوم أمس الخميس؛ مارثون الخطابين الموجهين للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال٧٨ بنيويورك. فمن داخل مبنى الجمعية خاطب الجنرال عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني عبر كلمات ظل يرددها منذ العام ٢٠١٩، وأضاف عليها أقوال جديدة تخص حرب منتصف أبريل مع قوات الدعم السريع حليفته في انقلابه على الحكومة المدنية الإنتقالية في أكتوبر ٢٠٢١.
بينما وجه الجنرال محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع، من مخبأه عبر فيديو مسجل خطابا للجمعية العامة للأمم المتحدة، استبق به خطاب نده البرهان بلحظات قليلة.
قال البرهان في كلمته إن المجموعات المتمردة مارست جرائم حرب ضد الشعب في كل السودان، وطالب اعتبار هذه القوات والمجموعات المتحالفة معها مجموعات إرهابية، وأضاف بأنهم يعملون بكل السبل لوقف هذه الحرب، ويقدمون الاستجابة لكل المبادرات التي قدمت من جميع الأطراف.
وحذر من أن التدخلات الإقليمية والدولية لمساعدة هذه المجموعات أصبحت واضحة وهي شرارة ستحرق الإقليم. وعاد في كلمته للحديث حول مرحلة انتقالية تدار فيها الدولة بحكومة من المستقلين، وإنهم مازالوا يمدون أيديهم من أجل السلام وإيقاف الحرب ورفع المعاناة عن السودانيين، بيد أن مؤسسات الدولة الشرعية من حكومة وقوات مسلحة لن تسمح بانتهاك سيادة الدولة وشرعيتها.
فيما قال الجنرال محمد حمدان دقلو في خطابه المسجل، إن تحقيق السلام الدائم في السودان يأتي عبر إنهاء العنف الذي بدأته القوات المسلحة، مضيفا بأنه يجب أن نعمل سويا في السودان على بناء جيش جديد ومؤسسة عسكرية تخدم الشعب، واتهم الجيش بالتعاون مع داعش ومجموعات إرهابية أخرى.
وبحسب محللين فإن سباق البرهان وحميدتي للبحث عن شرعية من خلال مُخاطبة إجتماع الدورة 78 للجمعية العامة لأمم المُتحدة، لن يكسبهم شرعية، حتى لو تمرغوا في أروقة ودهاليز والأمم المُتحدة، وتنصلوا عن إنقلابهم على الفترة الإنتقالية لثورة ديسمبر 2018، وإشعال بؤر الحرب الكارثية في دارفور، والخرطوم، وكردفان، ومروي، وسط السودان، وإرتكاب جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي وائل محجوب بأن ممارسة الإلهاء الجماهيري والمراوغة السياسية، وإدعائهم الكذُوب على حرصهم على الديمقراطية، لن تنطلي على السودانيين، أصحاب الثورات ضد الأنظمة العسكرية الفاشلة (عبود 1958، نميري 1969، البشير 1989)، التي أشاعت الدمار والخراب الإقتصادي والسياسي والإجتماعي، بحسب مقال له. وطالب الجنرالين بوقف الحرب والتوجه الي منبر جدة لاستكمال عملية سياسية جديدة تعيد الانتقال الديمقراطي بواسطة حكومة مدنية والابتعاد عن سباق المسافات الطويلة عبر الحروب والانقلابات.
من جهته تخوف المحلل السياسي التيجاني محمد صالح، من السيناريو الليبي وقيام حكومتين في شرق السودان وأخرى في غرب السودان، مشيرا إلى أن كلا الجنرالين يتخوف من بسط سيطرته على حكومة يكون مقرها الخرطوم، خوفا من الرفض واستمرار الثورة السودانية ضدهما، الأمر الذي يؤكد أن الجنرالين سيمضيان في سباق طويل، قد لا ينتهي لانتصار، بعيدا عن مركز الثورة السودانية.