24/09/2023

احتفالات المولد.. الحرب تعترض الزفة في أم درمان

مواطنون
على بعد مسافة زمنية لا تتعدى 48 ساعة ينتظر جميع السودانيين ذروة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، تلك المناسبة الدينية التي درج الناس على الاحتفال بها سنوياً، والتي تبدأ أول ربيع الأول وتستمر حتى الحادي عشر منه. وفي تلك الليلة الفريدة يبدع المحتفلون في الساحات والميادين في تقديم عروض احتفالية تتوافق مع قيمة المناسبة المقدسة لرجالات الدين، التي لا تجذب اهتمام الكبار فحسب وإنما تعد بمثابة عيد للأطفال والصغار.

يوم الثلاثاء المقبل هو موعد ختام الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، والتي يطلق عليها الأهالي محليًا قفلة المولد. لكن هذه المرة لن تكون مثل السنوات السابقة خاصة في مدينة أم درمان عاصمة الاحتفالات، حيث اعترضت الحرب الدائرة في الخرطوم طريق زفة المولد ومنعت الأحوال الأمنية تجمعات الاحتفالات بميدان الخليفة ساحة المولد الشهيرة في عاصمة السودانية الوطنية. واضطر المنظمون لتحويل مسارها نحو منطقة الثورات شمال أم درمان بغية أحياء الاحتفالات، واستعادة بريقها. لكن صوت النوبة والمديح تلاشى تحت دوي المدافع وانفجار الدانات.

ومثلما أوقفت الحرب الاحتفال قسراً بميدان الخليفة أشهر ساحات الاحتفال بالمولد النبوي في السودان، أجبر الرصاص الطائش ملعب الليق وسط مدينة الخرطوم وقف نشاطه، فيما اختفت الخيام في ساحة المزاد وسط مدينة بحري والتي اعتاد أن تنصبها سنوياً. وهناك أيضًا ميادين فرعية وساحات صغيرة داخل المناطق ووسط أحياء العاصمة القومية لم تحتفل معظمها بالمولد النبوي، ولكن بعض المساجد وعدد من الزوايا قامت بالواجب ولكن بطريقة محدودة.

وقال الباشمهندس أبو القاسم : الاحتفال بالمولد النبوي مناسبة عظيمة يهتم بها السودانيون سنوياً، ولكن هذا العام جاء الاهتمام به أقل بسبب الحرب التي شغلت الناس. الغالبية من سكن العاصمة الموجودين لم يتذكروا هذه المناسبة حتى تفاجأوا بها. أنه أمر مخزي ولكن هذا هو الواقع الذي فرضته علينا الحرب.

أما محمد عوض فقال: نتذكر المولد واحتفالاته الرائعة والجميلة خاصة يوم الزفة والقفلة في أم درمان ميدان الخليفة. يحرص جميع من في العاصمة الذهاب إليه في ذلك اليوم لشراء الحلوى وبعض الألعاب للصغار الذين يفرحون بسعادة وهم يجولون بين الخيام. لعن الله الحرب لقد جعلتنا ننسى موعد هذا اليوم الذي عرفته منك.
ويقول أحد الشباب: مولد وين ياعمك نحتفل في سرنا فقط، والحرب ذاتها مولد، ثم إن الدانات والرصاص والطائرات ما بتخلينا نطلع من بيوتنا ناهيك من الذهاب إلى ساحات الاحتفال، أما الحلوى وعروس المولد سوف اشتريها السنة المقبلة لو لم نمت.

ومثلما اختفت الاحتفالات بالمولد النبوي في الميادين الكبيرة، اختفت أيضاً الأسواق الموازية التي تنشأ بالقرب من هذه الأماكن النشطة، وتعرض على الرصيف الحلوى بأنواعها المختلفة وبعض من المأكولات والمشروبات المرتبطة بالمناسبة فيما لم تظهر عروس المولد في الساحة يوم الزفة.

معرض الصور