25/09/2023

البرهان في مواجهة انقلاب البدروم

عبدالله رزق ابوسيمازه

تجاهل الجنرال عبدالفتاح البرهان،في خطابه، ظهر الخميس، امام الجمعية العامة للامم المتحدة، التجاوب مع مطلب الوقف الفوري للحرب، والذي كانت مجموعة دول الجوار، آخر من اكد عليه، خلال اجتماع لها، على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة، سبق كلمة الجنرال التي وصفها تحالف الحرية والتغيير - المركزي، بالمخيبة للآمال.

يمكن اعتبار هذا الموقف، على الاقل، مؤشرا على ضعف حساسية البرهان تجاه المأساة الانسانية، التي تشغل بال العالم، حيث الملايين من السودانيين، الذين تضرروا من الحرب، ويتضررون يوميا، من استمرارها، ينتظرون المساعدة والعون العاجل، وينتظرون وقف الحرب، بالدرجة الاولى،للخروج من الجحيم. جحيم الحرب العبثية.

فالى اين يتجه البرهان؟
يبدو ان الجنرال، وهو يتفادى اقتراح رؤية محددة، خارطة طريق لوقف اطلاق النار، وحماية المدنيين، ومساعدة المتضررين منهم، وصولا لانهاء العدائيات ووقف الحرب، يضمر رتق حالة التناغم التي تجمعه مع دعاة الحرب من جهة، والاحتفاظ بكروت مخفية للمساومة مع وسطاء وقف الحرب، من الجهة الاخرى.

فثمة ما يفيد بسرعة تآكل ذلك التناغم الممتد بين الطرفين. فوفق ما يرشح من بيانات لمجموعة تسمي نفسها (صحافيون من اجل الكرامة )، فان ثمة تفكير يسود وسط قسم من الاسلاميين وفلول النظام المقبور، بات يتمحور حول ضرورة عزل البرهان من قيادة الجيش، بذريعة بطئه، او عدم رغبته في حسم المعركة مع الدعم السريع. اذ (انه لم يسمح باستخدام القوة المناسبة التي من شأنها حسم المعركة)، وفق ما جاء في احد البيانات. وقد تأسس على ذلك موقف يدعو لمطالبة البرهان بالاستقالة، او اقالته، ان لم يستجب، وفق مايمكن وصفه بانقلاب بدروم. الوصفة الانقلابية تتجاوز الجنرال شمس الدين كباشي، الذي اختاره البرهان نائبا له، وهو المقرب، في نظر الكثيرين، من الاسلاميين، مثلما تتجاهل الجنرال ابراهيم جابر، وترشح الجنرال ياسر العطا، بديلا للبرهان، على قيادة الجيش، مخلفة العديد من الاستفهامات.

مشروع انقلاب البدروم، الذي ينتظر عودة البرهان من نيويورك، لا يستند فقط على تقييم لمجريات الحرب، المستمرة منذ اكثر من خمسة اشهر، بلا حسم، وما ينجم عنه من تباين الرؤى والمواقف والتقديرات، وانما على الاحتمالات التي ينطوي عليها خروج البرهان من حصار القيادة العامة ايضا. فخلافا لما قاله فان مسؤولا في الاتحاد الافريقي، هو د. محمد ود لبات، قد اكد ما كشفه اللواء (م) فضل الله برمة ناصر، رئيس حزب الامة، في وقت سابق، بان خروج البرهان من الحصار تم بتوافق اقليمي ودولي، لتمكينه من المشاركة في مفاوضات منبر جدة، والتوقيع على اتفاقات السلام.

فدعاة الحرب، الذين ربما يتسابقون الان مع الزمن، لقطع طريق جدة، يسعون لوضع البرهان امام احد خيارين: اما الاستقالة او الاقالة، واما رفض التفاوض، ومن ثم تصعيد العمليات العسكرية باطلاق قوة الحسم التي عطلها.

الكشف عن هذا التفكير، بما يحتمله من تعبئة وتحريض ضد البرهان، يستلهم نفس ملامح سيناريو الحرب. فبعد اشعال المواجهة داخل المكون العسكري (البرهان ضد حميدتي )، يخطو المخطط، الان، لاشعال حرب جديدة. حرب داخل الحرب، وسط ما تبقى من المكون العسكري (البرهان ضد ياسر العطا،مبدئيا).

معرض الصور