إشعال الحرب (فخر) للوطني المحلول و(قلادة شرف) في صدر كرتي!

محمد عبدالماجد

الدور الذي لعبه المؤتمر الوطني المحلول ورموز النطام البائد في وقوع الحرب واشعالها واستمرارها حتي وقتنا هذا واضح وظاهر، وهو امر مخزي لا التباس فيه. وقد بدأ المؤتمر الوطني المحلول تحركاته قبل انقلاب 25 اكتوبر، وكان السبب الرئيس في وقوعه، ثم تكلل عملهم وكيدهم ومكرهم وخبثهم السياسي باشعال الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، بعد ان نجحوا في الاطاحة بحكومة حمدوك وابعاد (المكون المدني) في 25 اكتوبر لافراغ الساحة للصراع (العسكري العسكري) الذي انفجر في 15 ابريل الماضي.

تحركات رموز النظام البائد من اجل الحرب كانت واضحة. وقد تجلت تلك التحركات ووصلت لذروتها في افطارات شهر رمضان التي نظمها الاسلاميون، وادت في النهاية الي الانفجار في اواخر شهر رمضان الماضي بحرب لا تبقي ولا تذر.

القيادي البارز في المؤتمر الشعبي كمال عمر قال في احد حواراته الاخيرة، وهو يتحدث عن (الاتفاق الاطاري) الذي كان يفترض التوقيع عليه في 6 ابريل وهو اسلامي يعرف كيدهم جيدا (للأمانة سارت هذه القصة بسلاسة لكن هناك طرف ثالث هو المؤتمر الوطني السبب الأساسي لإشعال الحرب. ظهر ذلك من خلال التعبئة التي صاحبت شهر رمضان في افطارات التيار الإسلامي العريض وقبلها كان للمؤتمر الشعبي رأي فيما يسمى التيار الاسلامي).

هذه الارهاصات والتحركات للمؤتمر الوطني المحلول والتي لم تكن مجهولة لاحد اكدتها الولايات المتحدة الامريكية عندما رصدت دور علي كرتي في هذه الحرب واصدرت عقوبات عليه.

علي كرتي الذي جاء للحركة الاسلامية (منسقا) او (مُجنِدا) في الدفاع الشعبي فاصبح بين ليلة وضحاها وزيرا للخارجية واحتكر (الحديد) وانشأ مصانع (الاسمنت) واستولى على (الاراضي) التي جعل عددها في عدد حبات السبحة (99) قطعة ارض. عندما فقد كرتي هذه الامتيازات اتجه الي اشعال الحرب في السودان.

يفعل كرتي ذلك وهو في السبعين، لا يعنيه ضحايا الحرب وموت الابرياء في شيء. ولا تهزه (دموع) اللاجئين ولا (دماء) الذين قرروا البقاء في ديارهم تحت القصف المدفعي من جانب الدعم السريع والقصف الجوي من الجيش.

عندما خاطب رئيس الوزراء السابق الدكتور عبدالله حمدوك الامم المتحدة معترضا على دعوة الامم المتحدة لرئيس مجلس السيادة الفريق اول عبدالفتاح البرهان، اعتبر حزب المؤتمر الوطني المحلول، وإعلام النظام البائد وأنصاره ذلك (تجاوزا) من رئيس الوزراء الذي اطاحوا به، بعد ان ظهروا من جديد علي مواقع التواصل الاجتماعي بعد انقلاب 25 اكتوبر. وتزايد نشاطهم وحراكهم وسعرهم الاعلامي بعد حرب 15 ابريل ليعزفوا على وتر (الوطنية)، والحرب على (الجنجويد) وهو تنظيم عسكري كان من اختراعهم هم. ووصلوا مرحلة من الوقاحة ان اعتبروا ان في مخاطبة حمدوك للامم المتحدة وإعتراضه وهو الذي انقلبوا عليه (خيانة)، في الوقت الذي قال فيه حزب المؤتمر الوطني المحلول في بيان رسمي إن العقوبات الأميركية على علي كرتي مدعاة للفخر بيننا وقالت الحركة الإسلامية في بيان إن هذه العقوبات بمثابة قلادة شرف على صدر الرجل.

اتهامهم باشعال الحرب وضلوعهم فيها يعتبرونه (فخر) بينهم وهو (قلادة شرف) على صدر كرتي!! لا فرق عندهم بين الشرف والعيب ان كانت حسبتهم على ذلك النحو.

هذا الكلام يطعن في العقوبات التي تعرض لها عبدالرحيم دقلو و6 شركات من شركات الدعم السريع والتي يمكن ان تجعل قيادات تلك الميليشيات تخرج على طريقة (سفه) المؤتمر الوطني المحلول وتقول ان العقوبات الامريكية فخرا لهم وقلادة شرف على صدورهم!

المفارقة الغريبة انهم في المؤتمر الوطني المحلول احتفلوا بتلك العقوبات التي فرضت على ميليشيا الدعم السريع وعندما مست تلك العقوبات وزير الخارجية السابق والامين العام للاخوان علي كرتي، قالوا انها (قلادة شرف) على صدره. هل هده هي السياسة؟ وهل تملك جرثوماتها تلك القدرة على تغبيش المواقف وتلوينها بالكيفية التي تجعل اشعال الحرب (قلادة شرف) يتفاخرون بها؟

هل يعتبر المؤتمر الوطني المحلول ان اتهامه باشعال الحرب والعمل على عدم ايقافها فخرا لهم؟ يبدو اننا نصل الي حالة تجانس وتطابق تام للحكمة التي تقول (العيب من اهل العيب ليس عيبا )، بل ان المؤتمر الوطني المحلول يذهب ابعد من ذلك ويعتبر (العيب) قلادة شرف في صدر الرجل.
يا للعار!!!
حق عليكم ان تدفنوا رؤوسكم في الرمال بعد (قلادة الشرف) تلك!

اشعال الحرب (قلادة شرف) على صدر علي كرتي.
يا للعجب!!!

لا يمكن قبول ذلك إلا اذا كان ذلك الصدر الذي يعتبر اشعال الحرب قلادة شرف يمور بالغل والحقد والغبن على هذا الوطن الجميل.

يقول الامام محمد عبده (اعوذ بالله من السياسة ومن لفظ السياسي، ومن معني السياسة ومن كل حرف يلفظ من كلمة السياسة، ومن كل خيال يخطر ببال من السياسة، ومن كل شخص يتكلم او يتعلم او يجن او يعقل في السياسة، ومن ساس ويسوس وسائس ومسوس).

المؤتمر الوطني يثبت قذارة السياسة ويؤكدها ويجعلنا فعلا نستعيذ منها. وقبل ذلك نستعيذ من المؤتمر الوطني المحلول.

تحركات رموز النظام البائد واعلامه لم تكن فقط من اجل وقوع الحرب والانسحاب او التواري بعد ذلك، وانما عملهم تواصل من اجل اجهاض كل المبادرات والمفاوضات التي كانت يمكن ان تؤدي للسلام. بل ذهبوا ابعد من ذلك عندما اجتهدوا وعملوا من اجل ان تتحول هذه الحرب (السياسية) الي حرب (اهلية)، حيث ظلوا يشعلوا في نار الفتنة ويغذوا في العنصرية البغيضة وخطاب الكراهية من اجل ان يشتعل السودان كله، وهم لا يعنيهم من بعد الوطن في شيء.

تخطيط المؤتمر الوطني يمكن ان يؤدي الي تقسيم السودان وتفتيته. وهم يمكن ان يضعوا ذلك هدفا استراتيجيا لهم. انظروا لخطابهم وهجومهم على كل من يدعوا للسلام، ويطالب بوقف الحرب التي يدفع فواتيرها الابرياء وهم يشعلون نارها من الخارج. الخيانة عندهم في الدعوة للسلام. والوطنية والنضال في الدعوة للحرب. حاولوا ان يشحنوا وجدان الشعب السوداني بالغبن والغل من اجل ان يصلوا الي اهدافهم الخاصة.

الاوطان لا تبنى بالحروب .. الاوطان تبنى بالسلام.
الخراب والدمار لا تتحقق بهما التنمية. والكراهية لا تورث غير الهلاك والضياع.

المؤسف ان البرهان مع كل هذا التشظي والاوضاع التي يعيش فيها اهل السودان بالداخل والخارج لا هم له إلا نفي علاقة المؤتمر الوطني المحلول بالحرب، والعمل على زيادة اشعالها. فقد ظل البرهان يدافع عن المؤتمر الوطني وينفي عن رموز النظام البائد التهمة في كل خطاباته التي ألقاها بعد خروجه من الخرطوم. هذا الامر يؤكد التهمة ولا ينفيها.

ضلوع المؤتمر الوطني في هذه الحرب امر لا جدل فيه. كفي انهم يثبتون ذلك باعتبارها فخرا لهم وقلادة شرف على صدر امينهم العام. ولا دليل اقوى من انهم مع كل الخراب والدمار الذي سببته الحرب، يرفضون السلام ويدعون للحرب بشعارات وطنية براقة يعنيهم منها فقط حديدهم واسمنتهم حتي لو كان ذلك على حساب امن واستقرار البلاد.

لا للحرب.
لا للمؤتمر الوطني المحلول.
لا للجنجويد.
انتهى!
ابو ابراهيم