مجتمع شرق السودان يبادر لإنهاء الحرب

ثناء عابدين

في مدن شرق السودان، ينشط عدد من الشخصيات، الأكاديمية الإعلامية والإدارات الأهلية، يمثلون المكونات الاجتماعية للمجتمع، لإصدار وثيقة لاحلال السلام ووقف اطلاق النار المندلع في البلاد منذ أبريل الماضي.

تأتي هذه المبادرة ضمن مبادرات داخلية وخارجية متعددة تم طرحها لوقف الحرب في السودان ويأمل القائمون عليها في نجاحها.

وتتركز أهم الأهداف والمبادئ العامة للمبادرة في إنهاء الحرب عبر عملية سياسية توصل إلى طرق لمعاجة جذور وأسباب الصراع، والمحافظة على وحدة السودان، وتكوين آلية وطنية للمساعدات الإنسانية، والتوزيع العادل لها، والتوافق على نظام حكم يرتضيه شعب السودان، إلى جانب إصلاح المنظومة العسكرية.

أجندة المبادرة التي وقع عليها أكثر من 250 شخص ربما تمثل رأي الأغلبية في السودان من الداعمين لوقف الحرب والساعين للاستقرار وإيجاد نظام حكم ديمقراطي يخرج البلاد من أزماتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

إلا أن هذه المساعي لم تجد حظها في الوصول لأطراف الصراع، وذلك لصعوبة الوصول إليهم. هذا ما أكده خالد علي نور (ودالعمدة) منسق مبادرة أهل الشرق للإحلال السلام بالسودان.

وقال نور أن المبادرة تواجه صعوبات في الاتصال بالطرفين، وحتى بعد خروج قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، من القيادة (سبتمبر الماضي) لم يتمكنوا من الوصول إليه بسبب تحركاته خارج البلاد.

وإلى حين الوصول للأطراف المعنية قام أصحاب المبادرة بنشرها للرأي العام وينتظرون الرد بقبولها أو رفضها.

نور أكد أن مبادر تهم تتميز بأنها تجمع الضدين في مبادرة واحدة، ولكنهم تواثقوا على تقديم مصلحة الوطن على المصالح الحزبية والشخصية، واعتبر ذلك من أسباب نجاحها المتوقع.

وقال نور إن الذين يتهمون رافعي شعار (لا للحرب) بالخيانة أدخلوا البلد في هذا النفق واعتبره صراع سياسي.

البعض يرى الشرق نفسه قد عانى من الصراعات القبلية، واحتمالات عودتها مازالت ماثلة. وفي مثل هذه الحالة كان الأولى لأصحاب المبادرة أن يوجهوها لرتق النسيج الاجتماعي، ونبذ خطاب الكراهية الذي انتشر بالإقليم، ولكن لنور رؤية مخالفة لذلك، إذ أنه يرى أن الأولوية والهم العام هو إيقاف الحرب.

ويقول نور (في المبادرة لدينا رؤيتنا لقضية الشرق، وهناك مبادرة طرحها الشيخ علي بيتاي مقبولة لغالبية أهل الشرق، ونحن كمبادرة لإحلال السلام سندعمها بورقة علمية نحشد لها كل الباحثين والمختصين في مجال السلام والخبراء في مجال فض النزاعات، ولدينا رؤية واضحة أن كثرة المبادرات ستشتت الجهد).

ويضيف: (الهم الأول الآن هو أن يعم السلام كل أرجاء السودان، ومن ثم نتحول لقضايا الشرق في التنمية واقتسام الثروة والسلطة).