حرب الأسواق تشتعل ..!
يوسف سراج
انخفاض وتراجع الجنيه السوداني فاقم الأوضاع المعيشية المتردية ، وبات يشكل عبئاً مضاعفا على غالب السودانيين المتأثرين بالحرب المندلعة لنصف عام، فقدوا خلالها كثير من المدخرات والأمان المعيشي بفعل، النزوح واللجوء الاضطراري مع استمرار واتساع نطاق الاقتتال بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل الماضي.
(-) وتزداد معاناة قطاع واسع من الفئات العمالية بسبب توقف كثير الأعمال اليومية، الى جانب عدم صرف رواتب العاملين بالقطاعين العام والخاص لأكثر من خمسة أشهر.
أسعار السلع الاستهلاكية الضرورية ظلت تشهد ارتفاعاً مضطردا، جعل الكثيرون يجأرون، بالشكاوى جراء الزيادات المهولة، في حين يعزوها تجار إلى ارتفاع أسعار النقد الأجنبي في مقابل الجنيه السوداني، الذي بدأ التدهور الحاد بانخفاض قيمته لأدنى مستوى في تاريخه أمام العملات الأجنبية في السوق الموازية، وصل معه سعر الدولار الأميركي نحو 900 جنيه،بنهاية الأسبوع الأول من اكتوبر الحالي، وسط مخاوف وارهاصات ترشحه الي تسجيل 1000 جنيه.
(-) رغم اتخاذ البنك المركزي حزمة إجراءات شملت خفض سقف التحويلات البنكية عبر بنك الخرطوم، لكن عدم الاستقرار في سعر الصرف يقف شاهدا، على الفشل في كبح جماح السوق السوداء.
البنوك وكثير من افرع المصارف في الولايات لاتزال تكابد لاستعادة عملها بصورة طبيعية وتفعيل التطبيقات المصرفية الإلكترونية الخاصة بعدد من البنوك التجارية، بعضها يعمل بصورة جزئية.
الأسعار في أسواق الولايات ظلت تتصاعد لأعلى، وانعكس على الحياة المعيشية للمواطن بصورة مباشرة عبر الزيادات في اسعار البيض ومنتجات الألبان والأجبان والأرز والعدس والفول وغيرها من السلع الحياتية الضرورية.
(-) التصاعد المستمر في الأسعار يجعل المعيشة في السودان أمراً صعبا وفوق طاقة الاحتمال لدى السواد الأعظم من السودانيين ، بسبب أوضاع النزوح وتوقف الأعمال الانتاجية.
حالة من الركود والكساد غير خافية على من يراقب نشاط الأسواق السودانية بسبب ارتفاع أسعار السلع تماشياً مع انخفاض الجنيه في مقابل العملات الأجنبية.
(-) جملة تحديات لا تزال ماثلة، واخرى بدأت تطل برأسها وتنذر بما يستدعي الإنتباه كلية لواقع البطالة المتزايدة وآثاره الاجتماعية والاقتصادية.
لم يسجل التاريخ تحقيق استقرار او نمو في ظل الحروب، بل العكس صحيح تعجل الحروب بنهاية الدول.
الحرب السودانية مع تباعد فرص الحل السلمي وإنهاء الاقتتال الدائر ستتهدد فعليا اقتصاد البلاد وتدفعها الى هاوية سحيقة عنوانها الجوع والمسغبة والتشرد، إذا لم ينتبه الشعب أجمعه الى مآلات هذا الواقع واجبار المخربين والمتقاتلين لوقف الحرب المدمرة.
(-) جرائم النهب والسلب للبنوك، إضافة إلى تحويل كميات كبيرة من النقد الى عملات أجنبية وتحويلها وتهريبها إلى خارج البلاد، من أهم الأسباب في إرتباك سوق النقد الأجنبي، إضافة الى التوجه لاستيراد الوقود في ظل ضعف الإيرادات.
(-) الحرب تكمل شهرها السادس ووزارة المالية لم تمنح العاملين في القطاع العام سوى راتب شهر واحد.
المعالجات في أداء الجهاز التنفيذي تتطلب تسريع وتيرة المعالجات الى مستوى التحديات الكارثية.