12/10/2023

أوضاع مأساوية للنازحين بمراكز الإيواء

مشاعر إدريس

لا زال آلاف النازحين في مراكز الإيواء بالولايات السودانية، يعانون من أوضاع مأساوية تتمثل في نقص حاد في مياه الشرب وازدحام غرف المراكز وتدني البيئة، وعدم تقديم مساعدات تذكر من قبل الحكومة.

وبعد ست شهور من القتال في السودان، بات نحو 24.7 مليون سوداني (نصف عدد السكان) بحاجة إلى المساعدات الإنسانية والحماية، حيث يهدد الصراع والنزوح وتفشي الأمراض البلاد بإكمالها، خاصة بعد تعطل عمل 70% من المرافق الطبية بفعل الحرب.

َوقالت إخلاص حمد، مشرفة مركز إيواء المتفوقين في دنقلا بولاية الشمالية، أن عدد النازحين في المدينة وصل إلى حوالي 366 شخص، منهم 76 امرأة، و47 رجلا، و53 شاب، و54شابة، و95 طفلا.

واشتكت المشرفة من مشاكل حقيقية يعاني منها المركز ممثلة في الصرف الصحي للحمامات وتراكم الأوساخ بسبب انقطاع عربات نقل النفايات لفترات طويلة للحضور للمركز، وتخوفت من انتشار الأوبئة نتيجة لكثافة البعوض وتدني البيئة في ظل الأوضاع الصحية المتدهورة بالبلاد.

وأشارت إلى تقديم المساعدات من قبل المنظمات الوطنية والخيرين الذين يوفروا العلاج والأكل لهؤلاء النازحين.

بينما كشفت إحدى المتطوعات في مركز إيواء حي الناظر بولاية القضارف، شرق البلاد، حواء عثمان، عن وجود 38 أسرة، تشمل 172شخصا في مركز واحد.

واشتكت من ازدحام غرف مركز الإيواء، حيث تضم الغرفة الواحدة 21 شخصًا، بينما تتفشي الملاريا وسط النازحين داخل المركز مع انعدام الرعاية الطبية.

وأكدت أن أي شخص داخل المركز يتكفل بالعلاج والأكل دون أي دعم، مشددة على أن الحكومة الولائية لم تُقدم لهم مساعدات منذ يونيو الماضي.

وأضافت: “قدمت منظمة الهجرة الدولية، الجمعة، أغطية وفرشات للأرض ومشمعات ونواميس وقوراير فارغة لمياه الشرب”.

وأكد أحد المشرفين على مركز حي كرفس بولاية القضارف، إن “عدد الأسر المقيمة في المركز حوالي 46 أسرة بعدد 204 شخص”. وأفاد بوجود 4 حالات إصابة بحمى الضنك في المركز، بينها حالة خطرة.

واشار إلى أن المركز يحتوي على حمامين فقط رغم أن عددا كبيرا من النازحين يعيشون في غرف يصل عدد أفرادها 20 فردًا في الغرفة الواحدة، بينما لم تفي بلدية القضارف بالتزاماتها الخاصة بتوفير العلاج والطعام لمراكز الإيواء.

بينما اشتكت إحدى النازحات في مركز إيواء الجيلي صلاح في حي الدباغة مدني بولاية الجزيرة وسط السودان، من انعدام العناية الصحية والبيئية الأمر الذي قد يؤدي لظهور أمراض وبائية في المركز.

وقالت إن عدد الأسر داخل المركز تبلغ 82 أسرة تشمل 301 فردا يقبعون في عنابر مزدحمة حيث يقيم في العنبر الواحد حوالي 20 شخصا.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالسودان كليمنتاين سلامي، أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف في وقت سابق إن الأمطار الغزيرة والفيضانات أثرت على 70 ألف شخص في 7 ولايات بالسودان، ما يزيد من مخاطر تفشي المزيد من الأمراض التي تنتقل عن طريق المياه، وأكدت انتشار وباء الكوليرا في ولاية القضارف مع إجراء تحقيق حول انتشاره في الخرطوم وجنوب كردفان.

ووصل عدد الفارين من الحرب إلى 5.4 ملايين شخص، منهم 4.3 مليون نازح داخليًا يقيمون في آلاف المراكز المؤقتة، وفيها يكافحون من أجل الحصول على الغذاء ومياه الشرب والرعاية الصحية.

وفاقم القتال الذي يدور بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل الماضي بالخرطوم ومناطق واسعة في إقليمي دارفور وكردفان من الوضع الصحي لخروج معظم المستشفيات عن الخدمة عقب احتلالها من قبل قوات الدعم السريع، كما أن أغلب الصيدليات وشركات الأدوية تعرضت للنهب والتخريب، بالإضافة إلى نزوح أعداد كبيرة من المواطنين إلى الولايات الآمنة أو خارج البلاد.

معرض الصور