لا نهاية في الأفق.. معاناة إمرأة سودانية خلال 6 أشهر من الحرب

مواطنون
لا تزال لبنى تتذكر صوت القصف في الخرطوم، عاصمة السودان، قبل ستة أشهر. كانت السيدة البالغة من العمر 34 عاماً، في ذلك الوقت، أم لستة أطفال وحامل. تقول لصندوق الأمم المتحدة للسكان، وكالة الصحة الجنسية والإنجابية التابعة للأمم المتحدة: كنت أتساءل كيف يمكنني ضمان سلامة طفلي الذي لم يولد بعد، وأطفالي الستة وسلامتي. من سيساعدني في هذه الظروف الرهيبة؟ لم أكن أعرف ماذا أفعل.

كانت عائلتها من بين حوالي 3 ملايين شخص أجبروا على ترك منازلهم في الخرطوم بعد اندلاع أعمال العنف في 15 أبريل بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. منذ بدء القتال في منتصف أبريل، فر ما يقرب من 6 ملايين شخص من منازلهم، بحثاً عن ملاذ في مكان آخر داخل السودان أو في البلدان المجاورة.

ومن بين 4,5 مليون شخص من المشردين داخليا في جميع أنحاء السودان، يقدر أن 1260000 من النساء والفتيات في سن الإنجاب، ويقدر أن 105753 حوامل حاليا ويحتجن إلى الحصول في الوقت المناسب على خدمات الصحة الإنجابية الأساسية المنقذة للحياة.

وعلاوة على ذلك، تتزايد مخاطر الحماية - بما في ذلك التهديد بالعنف الجنسي والتحرش والاعتداء والاستغلال. وأُبلغ عن حدوث عنف جنساني في كل من المناطق التي تشهد قتالا نشطا والمناطق التي تستضيف المشردين.

بالنسبة للبنى، كما هو الحال بالنسبة للعديد من الآخرين، كان اندلاع العنف مجرد بداية لمحنة مستمرة.

لم تتمكن الأسرة من الفرار من الخرطوم حتى أواخر يونيو - فقد أمضى عمر، زوج لبنى، أسابيع في جمع ما يكفي من المال للسفر. تطلبت الرحلة نفسها 15 ساعة شاقة من السفر إلى كوستي بولاية النيل الأبيض. بحلول ذلك الوقت، كانت لبنى حاملاً في شهرها السابع.

عندما وصلوا إلى مدينة كوستي، تم توجيه الأسرة إلى منطقة تعرف باسم موقع تجمع عزالدين للنازحين. في الأسابيع التي تلت ذلك، تحولوا إلى مدرسة اتخذت كمأوى.

كانت الحياة في هذا الملجأ المؤقت يمثل تحدياً، لكن الشيء الوحيد الذي لم يكن على لبنى أن تقلق بشأنه هو رعاية الصحة الإنجابية. وفور وصولها، تلقت لبنى الرعاية الطبية في عيادة متنقلة يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان، بما في ذلك الفحص والأدوية وكذلك الدعم النفسي والاجتماعي. بعد ذلك، تمكنت من تلقي الرعاية الروتينية.

وقالت عائشة القابلة في العيادة المتنقلة إن لبنى خضعت لفحوصات حمل متكررة في العيادة. كما تلقت لبنى مجموعة أدوات نظيفة تحتوي على إمدادات معقمة لتسهيل الولادة الآمنة.

لحسن الحظ، تمكنت لبنى من الولادة في العيادة المتنقلة. في 12 سبتمبر، في الساعة 10:00 صباحًا، أنجبت لبنى طفلة سليمة. وقالت الدكتورة رؤى التي تعمل في العيادة: كانت لبنى من أوائل المرضى المسجلين في عيادة الصحة الإنجابية المتنقلة. نأمل أن تلد جميع النساء الحوامل في موقع التجمع بأمان.

المصدر:
https://www.unfpa.org/news/sudan%E2%80%99s-women-and-girls-endure-six-months-conflict-no-end-sight