تقدم، الطريق الصحيح من أديس
يوسف سراج
(-) أفلح المؤتمرون لتأسيس الجبهة الوطنية الديمقراطية، خلال مداولاتهم التحضيرية التي احتضنتها العاصمة الاثيوبية اديس ابابا، في ابتدار مناقشات عميقة شملت المحاور السياسية والاقتصادية والعمل الإنساني والمحور الإعلامي.
(-) ختمت القوى المدنية السودانية، أعمال المؤتمر التحضيري، بالاتفاق على هيكل تنظيمي، مثلته هيئة قيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية المسماة اختصارا تقدم يترأسها الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء السابق، وتضم ممثلين لقوى سياسية ومدنية ونقابات ولجان مقاومة وأجسام مهنية، إلى جانب مكتب تنفيذي تنسيقي من 30 عضواً، مهمته التحضير للاجتماع التأسيسي للتنسيقية.
(-) اجتماعات أديس ابابا، هدفت بالأساس الى توحيد القوى المطالبة باستعادة الانتقال المدني الديمقراطي في السودان، بحضور نحو مئة مشارك من القوى السياسية والمدنية والنقابية ومتقاعدون من الخدمة العسكرية، إضافة الى شخصيات عامة.
(-) اللافت في فعاليات مؤتمر القوى المدنية، تركيزه على وضع حد لمعاناة الشعب جراء الحرب الكارثية، وإعمال التفكير في التحضيرات الضرورية لمرحلة مابعد الحرب، ويتجلى ذلك في المناشدة التي أطلقها رئيس الوزراء السابق الدكتور عبد الله حمدوك، ونقلتها وكالات أنباء عالمية، حث الرجل خلالها أطراف النزاع، بتسهيل وصول العون الإنساني وإجراءات وصول العاملين في الحقل الإنساني إلى المحتاجين مباشرة.
(-) تأكيدات حمدوك دعمه توصيات الاجتماع وبيانه الختامي، خطوة سيكون لها مابعدها، خصوصا وان الرجل الآن بات رئيسا للهيئة القيادية وصولاً إلى المؤتمر التأسيسي. وكعادته لم يفوت السانحة ووجه رسالة شكر لدول الجوار والمجتمعين الإقليمي والدولي لمساندتهم الشعب السوداني في محنته، وناشدهم دعم جهود وقف الحرب ومعالجة الأزمة الإنسانية، وخص بالشكر جهود المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية ومنظمة «إيغاد» والاتحاد الأفريقي من أجل وقف الحرب، داعيا طرفي التفاوض العسكري في جدة للتحلي بالإرادة السياسية لحل يوقف إطلاق النار، ويعالج الكارثة الإنسانية، وينقذ البلاد من مخاطر الانقسام.
(-) الدعوة لبناء أوسع جبهة مدنية ممكنة للوقوف ضد الحرب واستعادة المسار الديمقراطي، جاءت على رأس توصيات المشاركون. وأقر البيان الختامي للجنة التحضيرية تنظيم ورش عمل مختصة تخلص الى تقديم توصيات من أجل تطوير الموقف التفاوضي المدني، والإصلاح الأمني والعسكري والعدالة الانتقالية، وإعادة البناء المؤسسي لأجهزة الدولة، والسلام ورتق النسيج الاجتماعي ومحاربة خطاب الكراهية، فضلاً عن صناعة دستور دائم، ووضع برنامج اقتصادي لإعادة إعمار البلاد، وبحث قضايا الولايات والحكم المحلي.
(-) الترحيب الدولي بالنتائج المحرزة للاجتماعات التحضيرية لبناء جبهة مدنية واسعة في السودان، من شأنه أن يسهم كثيرا في الجهود الجهود الرامية لوقف الحرب في السودان، ويعد خطوة مهمة للضغط على أطراف الصراع، وإعادة تصويب المسار الديمقراطي.
(-) منح 70 في المئة من الهيئة القيادية للقوى غير الحزبية من لجان المقاومة والنقابات ومنظمات المجتمع المدني، سيذوب كثيرا حالة الجمود التي اعترت المشهد السياسي في الفترة السابقة، ويضع قوى الثورة الحية في مقدمة الصفوف لتحقيق شعارها الخالد حرية، سلام، وعدالة.