30/10/2023

مهتمون يصفونها بـ ``عضّ الأصابع``.. سياسيون يقللون من اجتماع أديس أبابا

الخرطوم مواطنون
قلل مهتمون سياسيون وأعضاء في لجان المقاومة من محادثات القوى السياسية، التي اجتمعت في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا، وقالوا: لمواطنون إن ``الجبهة المدنية لايقاف الحرب`` لن تحدث اختراقا في المشهد السياسي طالما تقودها ذات النخبة التي عملت على مساواة مليشيا الدعم السريع مع المؤسسة العسكرية، في إشارة واضحة إلى أحزاب قوى الحرية والتغيير. ويقولون إنها من أضاعت الفترة الانتقالية مع طرفي الحرب. وعللوا لمواطنون لذلك بأن ما تفعله الآن ما هو إلا انتاج للأزمة ونفخ الروح في الاتفاق الإطاري الذي رفضه الشعب.

فيما قال الحزب الشيوعي السوداني إن تكوين جبهة جماهيرية عريضة يستوجب منا الوقوف على تجاربنا ونقدها والاستفادة من ايجابياتها. ودعا جماهير الشعب وقوى التغيير لتوحيد الصفوف والإنخراط في العمل المناهض للحرب والعمل من أجل ذلك.

وتقول المواطنة والمهتمة بالشأن السياسي السوداني، هند التجاني، إن اجتماعات الجبهه المدنية التي عقدت في أديس أبابا لن تغير أي شي في الصراع الحالي في السودان. وقالت التجاني: إن الصراع الحالي ما هو إلا تمثيلية بين طرفي الحرب وجنرالات الدعم السريع والجيش السودان، تأذى منها الشعب السوداني. وأضافت التجاني في حديثها لمواطنون إن ``احزاب قوى الحرية والتغيير`` وجدت فرصة للحكم واضاعتها بتماهيها مع العسكر، والآن اجتماعات قحت بأديس أبابا هي بمثابة ``عض الأصابع`` حسب تعبيرها وتضيف التجاني : لا أتفاءل كثيرا بمحادثات أديس أبابا لأنها تكرر نفس الاخطاء السابقة، بنفس الوجوه التي ضيعت فرصة الحكم بسبب أنانيتها وحبها للسلطة وخلافاتها حول المناصب والكراسي، إلى أن اضاعت ثورة الشباب ``ثورة ديسمبر المجيدة`` دون أن تطبق أهم شعاراتها ``العسكر ثكنات والجنجويد ينحل``.

وتستدرك لكن نحن في القوى الحية، من لجان مقاومة وقوى التغيير الجزري والتنظيمات الديمقراطية الحقيقية، سننتفض ونسترد ثورتنا ومسارها كمان كانت عبر كل الوسائل السلمية، سواء عبر الإضرابات السياسية أو العصيان المدني الشامل أو غيرها وبإرادة الشعب السوداني وادراكه ``لمعنى التغيير`` وإنه مهما طال أو قصر الوقت فإنه سيحدث وستنتصر الثورة في النهاية.

وتابعت: كلنا وشعبنا ينظر إلى مفاوضات جدة ويحدونا الأمل بالخروج من هذه الحرب اللعينة. ولكنني لا اتفاءل وأتوقع أن تنهار المفاوضات ونرجع للهدن وإطالة أمد الحرب حتى يستفيد أصحاب المصالح والديمقراطيات الزائفة.

وتستكمل التجاني لمواطنون: سنظل ندحض كل الاكاذيب وفبركات الإعلام المضلل لأن وطننا يحترق. سندعم اهلنا وشعبنا ولن نقدم اي مساعده لمن هم حرقوا الوطن وفبركوا الأكاذيب وضللوا الشعب، سنظل مساندون لشعبنا حتى انجلاء هذا الوضع المأساوي بالتماسك والصبر والمساعدات الانسانية المحلية ونقف مع الضعغاء ومن فقدوا منازلهم وفلذات اكبادهم، وزادت ومن فوق هذا سنظل نحمي الوطن المحترق.

من جهته قال عضو لجان المقاومة، حمد ابراهيم، لمواطنون إن اجتماعات ``الجبهة المدنية لإيقاف الحرب`` والتي تم عقدت اجتماعاتها في أغلب عواصم الإقليم المحيط بالسودان وانتهت بمؤتمر تحضيري في أديس أبابا، ليس فيها جديد.

واعتبر ما حدث هو إعادة انتاج واستعادة للاتفاق الإطاري، أي ``نفخ الروح`` فيه بعد أن رُفض من قبل الشعب السوداني وقواه الحية من لجان مقاومة وتنظيمات ثورية. يؤكد ابراهيم لمواطنون: والآن يتم إعادة التسويق له مرة ثانية من ذات النخبة التي أدمنت الفشل وعدم ثقتها في شعبها وابداعه والابتعاد عن شعارات واهداف الثورة التي رددها الشعب ومنها ``العسكر للثكنات والجنجويد ينحل`` كمطلب وشعار ثوري أساسي طالبت به جماهير ثورة ديسمبر المجيدة. وقال إبراهيم لمواطنون إن هذه النخبة اي ``قحت``عملت على مساواة مليشيا الدعم السريع الأسرية مع مؤسسة عسكرية وتماهت مع قادتها الفاسدين ومجرمي الحرب. فبدلا من محاسبتهم بعد عزلهم تريد اعادتهم مرة أخرى كما تدلل اجتماعات أديس أبابا وبيانهم الختامي واوراقهم المعدة مسبقا.

من جهته قال الحزب الشيوعي السوداني إن الدعوة لوحدة القوى المدنية وتكوين الجبهة الجماهيرية العريضة لن يكتب لها النجاح ما لم نقف على تجاربنا السابقة ونقدها والاستفادة من ايجابياتها ومعالجة سلبياتها _ ولن تنجح ما لم تحدث قطيعة تامة مع مسار ونهج وسياسات فترات الحكم الوطني ومفارقة طريق التبعية التي اورثتتا الفقر والتخلف والجوع والجهل والحروب.

وأضاف الشيوعي في بيان: مع تزايد الضغوط الخارجية ورغم تلكؤها، يبقى ضرورة قيام أوسع تحالف للقوي الجماهيرية صاحبة المصلحة الحقيقية وصانعة التغيير في الداخل لوقف الحرب، بإعتبار ذلك هو العامل الحاسم. فالضغوط الخارجية تظل عامل مساعد وليست بديلا للنضال من الداخل لوقف الحرب واستدامة السلام وقيام حكم مدني ديمقراطي، وتحقيق سلام وتنمية مستدامة.

ويؤكد الشيوعي ``فتحالف القوى الحية ممثلة في القوي السياسية الوطنية ولجان المقاومة والنقابات وقوى التغيير الجذري وارتفاع صوتها بوقف الحرب هو الضمان لعدم تكرار التسوية والشراكة مع العسكر التي افضت إلى إنقلاب 25 أكتوبر والحرب الدائرة رحاها الآن، والتي تهدد بتقسيم البلاد مرة اخري. ومع استمرار النضال وتصاعده داخليا لوقف الحرب يجب التمسك بأهداف ثورة ديسمبر المجيدة التي يعمل طرفا الحرب على وأدها والقضاء عليها. واستعادة الفترة الانتقالية بقيادة الجماهير والتي أسقطت راس النظام وبعض معاونيه.

ودعا الحزب الشيوعي السوداني جماهير الشعب وقوى التغيير، من لجان مقاومة ولجان تسيير المهنين وجميع العاملين وكل القوى السياسية الرافضة للحرب وعدم تسوية المشاركة، لتوحيد الصفوف والإنخراط في العمل المناهض للحرب والعمل من اجل ايقاف الحرب كواجب مقدم والضغط علي طرفيها.

وطالب المجتمع الدولي والاقليمي لممارسة المزيد من الضغط والجهد لإيقاف الحرب ووقف التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي ودعم خيارات الشعب السوداني وتطلعاته في بناء سلطته المدنية الديمقراطية.

وكانت الجبهة المدنية لوقف الحرب واستعادة المسار الديمقراطي قد أنهت اجتماعها التحضيري في 25 أكتوبر الجاري، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وضمت الجبهة إلى جانب قوى الحرية والتغيير عددا من القوى السياسية والقوى المدنية ولجان المقاومة وشخصيات. واختار الاجتماع د. عبد الله حمدوك لرئاسة اللجنة التنسيقية المناط بها التحضير لعقد المؤتمر العام للقوى المدنية خلال الأسابيع القادمة.

ووجد الاجتماع التحضيري للقوى المدنية الديمقراطية بأديس أبابا ترحيبا في الدوائر الإقليمية والدولية.

معرض الصور