(تقدم).. هل يتوحد المدنيون من أجل ايقاف الحرب؟
ثناء عابدين
إيقاف الحرب المندلعة منذ أبريل الماضي واستعادة المسار المدني الديمقراطي في السودان هو الهدف الأساسي الذي جمع قوى مدنية واسعة، بينها لجان مقاومة وتنظيمات مجتمع مدني وأحزابا سياسية وحركات كفاح مسلح ونقابات منتخبة وأجسام مطلبية، للتوحد تحت تحالف (الجبهة المدنية العريضة) التي تمت الاجتماعات التحضرية لها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا على مدى أربعة أيام من الشهر الماضي.
وتوافق المجتمعون على عقد مؤتمر تأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) لإيقاف الحرب واستعادة الديمقراطية في البلاد، عبر هيكل تنظيمي برئاسة رئيس الوزراء السابق د. عبدالله حمدوك.
وترك المشاركون الباب مشرعاً لمشاركة كل من يرغب من قوى ثورة ديسمبر المنتصرة ومن دعاة السلام المناهضين لحرب الخامس عشر من أبريل في التحضير للمؤتمر المزمع وإنجاحه.
وتم الاتفاق على الهيكل التنظيمي المؤقت لـــ (تقدم) ليشمل الهيئة القيادية التحضيرية، برئاسة الدكتور عبدالله حمدوك، للقيام بالمهام الرقابية والإشرافية ومتابعة التحضير للمؤتمر التأسيسي.
ووجه حمدوك خلال كلمته في الاجتماع نداء إلى القوى المدنية الديمقراطية التي تسعى لوقف الحرب على ضرورة توحيد الجهود للوصول لوحدة مدنية عريضة لوقف الحرب ومعالجة آثارها الإنسانية الملحة وتحقيق السلام الشامل، مؤكدا دعمه لتوصيات الاجتماع التحضيري وبيانه الختامي كخطوة أولى.
الاجتماع ناقش المحاور الرئيسة المتمثلة في المحور السياسي والاقتصادي والعمل الإنساني والإعلام، ونجح في بلورة مسودات لأوراق العمل التي ستعرض على المؤتمر التأسيسي الذي سيعقد خلال 8 أسابيع، فضلا عن تقديم توصيات في قضايا تطوير الموقف التفاوضي للقوى المدنية والإصلاح الأمني والعسكري والعدالة الانتقالية وقضايا أخرى.
الأهداف التي قام على أساسها هذا التكتل ربما تحقق تطلعات الغالبية العظمى من الشعب السوداني، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: إلى أي مدى يمكن أن ينجح هذا التحالف في الوحدة المدنية العريضة وتحقيق الأهداف في ظل الأوضاع الراهنة؟
يقول محمد عبد العزيز، السكرتير العام لنقابة الصحفيين السودانيين المشاركة في جبهة (تقدم)، إن الاجتماعات التأسيسية شهدت مشاركة اعتبرت الأعرض منذ تشكيل تحالف ثورة 2018. فإلى جانب قوى الحرية والتغيير وأطراف الاتفاق الإطاري الموقع في الخامس من ديسمبر 2022 ورئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك؛ شارك في الاجتماعات ممثلو لجان المقاومة وشخصيات سياسية ومدنية وقادة رأي عام وتجمعات مهنية وحركات موقعة على اتفاق السلام السوداني في جوبا عاصمة جنوب السودان في أكتوبر 2020.
ويرى عبد العزيز أن النقطة الأهم لإيقاف الحرب واستعادة المسار الديمقراطي يجب أن تسبقها وحدة عريضة للقوى السياسية والمدنية الرافضة للحرب والداعمة للتحول المدني، وهذا ما أسست عليه اجتماعات أديس أبابا للوصول لجبهة مدنية عريضة، ونجحت في تجاوز العديد من الخلافات التي نشبت خلال الفترة الماضية".
بينما يرى القيادي بقوى الحرية والتغيير، صالح عمار، أن القوى المدنية تعبر عن ملايين السودانيين الذين صنعوا ثورة ديسمبر ومهمة تمثيلهم ليست بالمهمة السهلة، وتعقدت الأمور بعد الحرب وتشتت القادة المدنين ما بين نازحين ولاجئين. رغم ذلك، بدأت الاتصالات بينهم منذ الساعات الأولى للحرب، وكانت أول مبادرة هي مبادرة (لجان مقاومة الحاج يوسف)، وتوجت أخيرا بلقاء أديس أبابا التحضيري، وهو دليل عملي على أننا قطعنا شوطا.
وأضاف: هناك مجموعات كثيرة لم تشارك ولكنها ستشارك في المؤتمر العام، ونتوقع مشاركة ألف شخص يمثلون الطيف الولسع للقوي المدنية في السودان.
ويرى عمار أن وحدة المدنيين من أكبر العوامل التي تساعد في وقف الحرب؛ لأنها ستعمل على عزل الأطراف المتحاربة، وتوفر مشروعية للتفاوض والحكم، وتوحيد المدنيين شرط أساسي لاستدامة السلام.
وحول توسيع الجبهة المدنية، يؤكد عمار وجود لجنة اتصال للتواصل مع القوى الأخرى، ويشير إلى أن تجاوز الثغرات السابقة يتم عبر الروح المدنية التي يتميز بها الاجتماع والحوار سيستمر ونتقبل كل الآراء.