دبلوماسية (تقدم) وما ينتظرها في الداخل
مريم أبشر
كثفت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) تحركاتها واتصالاتها بالقوى المدنية وقوى الكفاح المسلح الموقعة وغير الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، لتحقيق أهدافها وتشكيل أكبر تكتل مدني ديمقراطى رافض للحرب، والتنسيق لوضع أسس تكوين الدولة المدنية التي من أجلها قامت ثورة ديسمبر المجيدة.
في وقت من المتوقع فيه اقتراب أطراف منبر جدة من التوقيع على اتفاق لوقف اطلاق نار دائم، وكشفت معلومات من مصادر مقربة في جدة مقر المفاوضات بين الجيش وقوات الدعم السريع، أن الجانبين يواصلان المباحثات في إطار تهيئة الأجواء وردم فجوة الثقة ووقف التراشق والتصعيد وضبط محتوى الخطاب الإعلامي لكليهما.
وأوضحت المصادر أن “فريق الوساطة المشترك طرح على الجانبين مسودة للمبادئ العامة ووقف العدائيات ومركز المراقبة المشترك لوقف إطلاق النار، كما اقترح عليهما تكوين لجنة مصغرة مشتركة لمناقشة تفاصيل بنود القضايا محل الخلاف المتعلقة بوقف اطلاق النار".
وفي إطار توسيع القاعدة المدنية الديمقراطية حملت وكالات الأنباء معلومات حول لقاء التأم بين الدكتور عبد الله حمدوك، رئيس الوزراء المستقيل، رئيس الهيئة القيادية التحضيرية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية المعرفة (تقدم) بعبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان. ورغم شح المعلومات الواردة حول ما تم الاتفاق حوله إلا أن ما نشر أكد أن اللقاء جاء في إطار بناء أوسع جبهة مدنية ديموقراطية تسهم في إنهاء الحرب وإعادة تأسيس الدولة المدنية.
الكاتب والمحلل السياسى والدبلوماس، السفير جمال محمد إبراهيم، يرى في تحركات (تقدم) جهد ومسعى مطلوبا، غير أنه لن يكون كافيا من دون دعم إقليمي ومساندة ودولية. مشيرا إلى قصور في أداء المنظمات الإقليمية، كالجامعة العربية والاتحاد الأفريقي والايقاد، والجهود الأخرى المكملة للجهود الدولية. وزاد: "للأسف، تراجع الاهتمام بمأساة السودان بسبب الحرب في غزة".
وأشار إبراهيم إلى أن جمع الصف المدني والسياسي في السودان يحتاج لبناء الثقة بين كافة القوى السياسة والحركات المسلحة التي يتوجب عليها إلقاء سلاحها والتوجه لترسيخ النشاط السياسي بديلا للعنف حتى يتوجه الجميع لبناء فتر انتقالية تفضي إلى انتخابات بعد فترة مناسبة ومعقولة.
إقليميا، تتواصل تحركات القوى المدنية من أجل حشد الدعم والتأييد لوقف الحرب وتشكيل الجبهة المدنية، شمل الاتحاد الأفريقي. حيث التقى وفد من التنسيقية ضم المهندس صديق الصادق المهدي ومولانا إسماعيل التاج وصالح عمار بالدكتور سيد عباس احمد المبعوث الرئاسي الخاص لرئيس جمهورية جزر القمر رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي غزالي عثمان.
تطرق اللقاء إلى الجهود المبذولة اقليميا ودوليا لإيقاف الحرب في السودان ودعم منبر جدة والمؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية، وتوحيد الجبهة المدنية العريضة من أجل إيقاف الحرب و استعادة المسار المدني الديمقراطي.
في الواقع، من المنتظر أن تلعب القوى المدنية دورا محوريا في المشهد السياسي خلال الفترة المقبلة عبر الحشد الوطني والدولي والإقليمي لايقاف الحرب والضغط على طرفي الحرب، لكن نجاح مساعي هذه القوى المدنية يرتبط بتوحد كل قوى الثورة.
ويرى الخبير الدبلوماسي والناطق باسم الخارجية السابق السفير الصادق المقلي أن الهدف من تحركات القوى المدنية والسياسية والثورية خارج السودان هو البحث عن أنجع السبل لإيقاف هذه الحرب العبثية. كما يهدف كذلك للتأكيد على أنه لا بد لهذه القوى أن تعد العدة لمرحلة ما بعد الحرب واستعادة مسار التحول الديمقراطي والإجماع على خارطة طريق تجمع كل المؤيدين للثورة والتحول الديمقراطي، ووضع حد لهذه الدائرة الشريرة من الانقلابات العسكرية.