منبر جدة خطوة إيجابية أقل من الآمال العريضة
مشاعر ادريس
رغم اعلان الخارجية السعودية عن تقدم في ملف التفاوض في منبر جدة بين الجيش والدعم السريع الا ان عدد من القوى السياسية رأت أن الخطوة إيجابية لكن كانت آمال السودانيين أكبر بأن يتم اتفاق على وقف إطلاق النار وهي الخطوة الأهم في هذه المرحلة لإيقاف الحرب ورفع المعاناة عن الشعب السوداني.
وتتوسط السعودية وأميركا والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية المعنية بالتنمية ـ إيقاد، بين الجيش والدعم السريع اللذان يتقاتلان منذ منتصف أبريل الماضي.
قال رئيس حركة العدل والمساواة الجديدة منصور أرباب اغلب الرأي العام في السودان لا يعول على محادثات جدة التي حتى الان لم تراوح مكانها.
واضاف منصور ارباب لم تفلح الوساطة في إلزام الدعم السريع للخروج من منازل المواطنين والمؤسسات المدنية، بجانب إلزام قوات الدعم السريع بوقف قتل وابادة المدنيين وتدمير البنى التحتية كما رأينا ذلك في اردمتا ونيالا وغرب كردفان ،وتابع اذا، لا نتوقع اي تقدم ملموس لمصلحة إنهاء الحرب.
واشار أن منبر جدة فشل حتى من ادانة قتل المدنيين العزل من الاطفال والعجزة والمسنيين، علاوة على وجود آلاف من جثث المدنيين الذين قتلوا بواسطة الدعم السريع تملأ شوارع مدينة اردمتا، بينما ملايين اللاجئين والنازحين بحاجة الى اغاثة وخدمات صحية، وملايين التلاميذ والطلاب بحاجة الى خدمات تعليم في معسكرات اللجوء ومراكز الايواء داخل السودان.
وطالب العالم ان يُفعِّل الياته لوقف استهداف المدنيين من قبل قوات الدعم السريع لإيقاف الحرب بسرعة خاصة ان هناك ضرورة ملحة لتقليل التكلفة في الأرواح والبنى التحتية.
بينما ووصف الأمين السياسي في حزب المؤتمر السوداني وعضو المكتب التنفيذي للحرية والتغيير شريف محمد عثمان بيان الخارجية السعودية بالإيجابي حول ما تم الاتفاق عليه بين وفدي القوات المسلحة والدعم السريع.
واعتبر في تصريح أن ما تم الاتفاق عليه خارطة طريق لبناء الثقة بين طرفي القتال.
وأضاف أنه وضعت إجراءات عملية من أجل الوصول لوقف إطلاق نار حيث شمل الاتفاق ثلاث نقاط إيجابية هي تكوين آلية مشتركة مع الأمم المتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية، آلية تواصل بين الجيش والدعم السريع، القبض على الفارين من السجون من عناصر النظام البائد وإجراءات متعلقة بالخطاب الإعلامي.
وأشار إلى أن كل هذه الخطوات في حال تم الالتزام بها وتنفيذها ستكون مدخل لإيقاف الحرب.
في ذات السياق رحب المركز الحقوقي الموحد بالتقدم الملحوظ في الملف الإنساني وملف الفاريين من السجون في مفاوضات جدة بين طرفي النزاع.
وأشار المركز في بيان إلى اتفاق الطرفين على احتجاز الفارين من السجون والذين يصل عددهم إلى 21 ألف سجين، بينهم سجناء محكومون بعقوبة الإعدام والسجن المؤبد وآخرين متهمون بجرائم تصل الى نفس العقوبة، وبينهم قادة النظام السابق المطلوبين لمحكمة الجنايات الدولية.
وتاسف البيان على عدم وصول الطرفين لاتفاق لوقف العدائيات الأمر الذي من شأنه توفير الحماية اللازمة للمدنيين في ولايات السودان المختلفة وحث الطرفين للمضي قدما لاسكات الرصاص للأبد.
وكشفت الوساطة في بيان عن التزام طرفي النزاع بالانخراط في آلية إنسانية مشتركة بقيادة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة لمعالجة معوقات إيصال الإغاثة وتحديد جهات اتصال لتسهيل مرور العاملين في المجال الإنساني.
واتفق الطرفان، وفقا للبيان، على مطلوبات لبناء الثقة شملت إنشاء آلية تواصل بين قادة الجيش والدعم السريع وتحسين المحتوى الإعلامي وتخفيض حدة اللغة الإعلامية بين الطرفين واتخاذ إجراءات حيال الأطراف المثيرة للتصعيد والمؤججة للصراع، واحتجاز الهاربين من السجون.