قصص النزوح .. لاجئون في معسكر ويدويل بجنوب السودان

مواطنون
يتقاسم اللاجئون والعائدون الذين شردهم الصراع في السودان قصصاً عن الرحلات المروعة والبقاء على قيد الحياة في مخيم ودويل بجنوب السودان.

وصل معظمهم إلى الرنك في شمال شرق البلاد، لكن العديد منهم يأتون أيضاً عبر نقطتي عبور حدوديتين من دارفور، السودان، إلى ولاية شمال بحر الغزال في شمال غرب جنوب السودان، المتاخمة لولايتي شرق دارفور وأبيي من الشمال.

وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يعيش حوالي 9000 شخص حالياً في مستوطنة للاجئين بالقرب من بلدة تسمى ويدويل، حيث افتتحت منظمة أطباء بلا حدود عيادة صحية في يونيو كجزء من استجابتها للطوارئ. عيادة منظمة أطباء بلا حدود مخصصة للجميع في المنطقة: بما في ذلك اللاجئون والعائدون والمقيمون الحاليون في ويدويل.

واجه العديد من اللاجئين والعائدين الذين وصلوا إلى ويدويل رحلات مروعة للوصول إلى بر الأمان، وشهدوا القتل الوحشي لأصدقائهم وعائلاتهم، والاعتداءات والسرقات من قبل رجال مسلحين، فضلاً عن أيام عديدة من العطش والجوع. الآن، لديهم واقع جديد للتكيف معه، مع القليل من الطعام وفرص العمل القليلة. يعبر الكثيرون عن أن لديهم القليل من الأمل في مستقبلهم أو مستقبل أطفالهم.

أخذوا كل شيء
معتز وزوجته من نيالا يتوقعان طفلهما الأول. عمل معتز في جامعة في نيالا قبل أن تصبح مسقط رأسهم ساحة معركة. تعرضوا للهجوم في السوق حيث أصبحت المدينة منطقة خارجة عن القانون. قال معتز: «يمكن لأي شخص أن يأتي ويقتلك». واضاف "لم تكن هناك قواعد ولا حكومة وقتل اشخاص. لقد أخذوا كل شيء ".
بشكل عام، استغرق الأمر 23 يومًا للوصول إلى ويدويل. الآن، يشعرون بالأمان، لكن لا يوجد ما يكفي من الطعام.

تغيير جذري في الخطط
كانت فيصل تدرس لتصبح ممرضة في الخرطوم عندما بدأ العنف - ثم تغيرت جميع خططها بشكل كبير. بعد مقتل زوجها، هربت مع والدتها وأختها، وشاهدت قتالا عنيفا في الطريق. عندما حاول الرجال اغتصاب أختها، تم إطلاق النار عليها أثناء محاولتها الفرار. استمرت فيصل ووالدتها في السير إلى ويدويل، حيث شعروا أخيرا بالأمان، لكنها تشعر أنه لا توجد فرصة لوظيفة أو مستقبل.

رحلة لمدة شهر
موسى وحليمة زوجان من نيالا في جنوب دارفور بالسودان ولديهما أربعة أطفال. بعد عودته إلى نيالا، عمل موسى في مطعم. عندما اندلع العنف في السودان، أطلق مسلحون النار على حليمة. تم الاستيلاء على جميع ممتلكاتهم، لذلك في 18 يونيو، قرروا الفرار. في طريقهما إلى ويدويل، نام الزوجان على جوانب الطرق أو في الغابات، وجمعا مياه الأمطار للشرب وقليل من الطعام.

كما تعرضوا للهجوم والضرب أثناء رحلتهم الخطرة. عندما وصلوا أخيراً إلى الحدود، حصلوا على الطعام والمأوى والدعم المالي والمياه من المنظمات غير الحكومية. استغرق الأمر منهم شهراً للوصول إلى ويدويل. في المخيم، يقولون إنهم يشعرون أخيراً بالأمان، لكنهم ما زالوا يواجهون العديد من المشاكل: لا يوجد طعام كافٍ، ولا توجد فرصة للعمل، ولا توجد مدرسة لأطفالهم. إنهم يشعرون أنهم يتجهون نحو مستقبل غير آمن للغاية.

إذا لم يجدوا المال، يقتلون الناس في منازله.
جاء حمد إلى ويدويل مع أطفاله. توفيت زوجته مؤخرًا، وأثبتت إصابة ابنه بالملاريا. سافروا لمدة 12 يومًا من نيالا إلى ويدويل ووصلوا في 28 يونيو. "كان المتمردون ينهبون المنازل ويأخذون كل ما يمكنهم العثور عليه. إذا لم يجدوا المال، قتلوا الناس في منازلهم. لهذا السبب هربت مع عائلتي ".

لا مستقبل بدون تعليم
أحمد وليمونة من الجنينة في غرب دارفور بالسودان. وهما متزوجان ولديهما خمسة أطفال. في مسقط رأسهم، كان أحمد رجل أعمال حتى اندلع العنف واقترب القتال من منزلهم. أصيب طفل أحد الجيران برصاصة في رأسه وقتل العديد من الأشخاص الآخرين - حتى بعض أقاربهم - لذلك قرروا الفرار للنجاة بحياتهم مع أطفالهم.

في الطريق، ناموا على جانب الطريق وتعرضوا للهجوم من قبل الجماعات المسلحة. عندما وصلوا أخيراً إلى الحدود، تم تزويدهم بالطعام والماء، لكن لم يكن هناك دعم طبي. استغرق الأمر منهم شهراً للوصول إلى ويدويل وعلى الرغم من حصولهم على الماء والطعام والمساعدة الطبية هناك، إلا أن أطفالهم لا يمكنهم الذهاب إلى المدرسة. هذه مشكلة كبيرة للأسرة لأنهم يخشون ألا يكون هناك مستقبل لأطفالهم دون تعليم مناسب.

المصدر: https://www.doctorswithoutborders.org/latest/sudan-if-they-didnt-find-money-they-killed-people-their-homes