أطباء بلا حدود تستنكر حظر السلطات للإمدادات الطبية المنقذة للحياة

مواطنون
قالت منظمة أطباء بلا حدود إن السلطات السودانية تمنع وصول الإمدادات الجراحية المنقذة للحياة إلى المستشفيات التي تخدم الأشخاص في مناطق الخرطوم الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع، مما قد يتسبب في وفاة مئات المرضى.

وكشفت المنظمة أن تصاريح السفر لشاحنات أطباء بلا حدود لا تزال محظورة وانه رغم التزام القوات المسلحة السودانية المعلن في جدة بالسماح لـ 90 شاحنة من إمدادات الإغاثة بالسفر إلى الخرطوم، لم تصل أي قوافل حتى الآن إلى وجهتها.

وقالت المنظمة، في بيان أمس، إن حظر السلطات السودانية المفروض على الإمدادات الجراحية، منذ أوائل سبتمبر، غير معقول وينتهك قوانين الحرب، مشيرة أن هذه السياسة تهدف إلى منع جنود الدعم السريع الجرحى من تلقي العلاج، كما تمنع النساء والأطفال من إجراء العمليات الجراحية المنقذة للحياة، بما في ذلك العمليات القيصرية.

وأوقفت الفرق الجراحية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود العمليات في مستشفى بشاير التعليمي في منتصف أكتوبر نتيجة الحظر، وقالت إنها قد تضطر قريباً إلى تعليق العمليات في المستشفى التركي. ويقع كلاهما في منقطة جنوب الخرطوم.

وقالت كلير نيكوليت، رئيسة قسم الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في السودان: «الحظر هو تكتيك لا يرحم من المرجح أن يتسبب في وفاة مئات الأشخاص في الخرطوم خلال الأسابيع المقبلة». "ثلثا العمليات الجراحية التي نجريها في المستشفى التركي هي عمليات قيصرية. في الشهرين الماضيين وحدهما، أجرينا 170 عملية جراحية من هذا القبيل - بدون هذا الإجراء، كانت العديد من النساء وأطفالهن حديثي الولادة قد ماتوا. النساء في العمل اللائي يحتجن إلى قسم قيصري لديهن بالفعل خيارات قليلة جدًا متاحة لهن في الخرطوم. إذا استمر حرماننا من الإذن بإحضار الإمدادات الجراحية إلى مستشفانا، فلن يكون لديهم أي خيارات على الإطلاق قريبًا. "

واوضح بيان المنظمة أن الحظر يتعارض مع قوانين الحرب الدولية - التي أكدت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع التزامهما بها في إعلان جدة في مايو. وأضاف بأن رفض العلاج المنقذ للحياة لشخص مصاب بجروح الحرب - بغض النظر عما إذا كان يقاتل أو وقع في مرمى النيران - من المخالف للأخلاقيات الطبية. وأشار إلى أن أطباء بلا حدود تعامل الأشخاص بناءً على احتياجاتهم الطبية وحدها، دون تمييز.

ونبه البيان إلى أن الحظر لا يؤثر على الإمدادات فحسب، بل يؤثر أيضا على الموظفين، كما يُحرم العاملون في المجال الإنساني - بمن فيهم الموظفون الطبيون - من تصاريح السفر. وأكد أن أي عضو من الطاقم الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود - سوداني أو أجنبي – لم يحصل على إذن بالسفر إلى جنوب الخرطوم للعمل منذ أوائل أكتوبر على الرغم من عدم وجود إعلان رسمي لمنظمة أطباء بلا حدود من السلطات بشأن هذه القضية.