22/11/2023

ما وراء زيارة البرهان للإمارات

عبدالله رزق أبوسيمازه
لم تكن دولة الإمارات العربية المتحدة، يوماً، بعيدة عن الشأن السوداني أو التعاطي معه. فمنذ 25 أكتوبر 2021، ظلت الإمارات عضوا في الرباعية، (التي ضمت إلى جانبها، كلا من المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية)، التي احتكرت مسعى تفكيك الأزمة السياسية، التي دخلتها البلاد بعد الانقلاب على السلطة الانتقالية. فيما كان السودان، يشكل مع الإمارات، جزء من التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية.

وقد طفت على السطح، في ذات الوقت، بعض مصالح الإمارات في السودان، التي ربما كانت باعث انشغالها بالشأن السوداني، بالذات، تلك المتصلة بالاستثمار في الزراعة، بالفشقة، في شرقي السودان، وبالموانيء، عبر شركة ميناء دبي العالمية، في إدارة ميناء بورتسودان أو انشاء ميناء جديد في أبو عمامة، على البحر الاحمر.

وللإمارات علاقات واسعة، وربما لوبيات ايضا، تضم نافذين من السياسيين، وقادة حركات الكفاح المسلح والصحافيين ورجال الأعمال، فيما تحتشد الأسافير بالتقارير المتصلة بعلاقة الإمارات بالجنرال محمد حمدان دقلو، حميدتي، قائد قوات الدعم السريع، وبالاتهامات الموجهة للإمارات بدعمه عسكريا في حربه مع الجنرال عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة. وهي اتهامات نفتها الإمارات وتجاهلها البرهان، مثلما تجاهلتها وزارة خارجية سلطة الأمر الواقع، التي طالما استأسدت على كينيا والإيغاد والأمم المتحدة، في أمور مماثلة.

لذلك فإن الإمارات، وفق تلك المعطيات، مرشحة لتكون جزء من الدول التي ستساهم في تشكيل المستقبل السياسي للسودان. ومن ثم تكتسب زيارة الجنرال البرهان للإمارات، عقب زيارة نائبه، الجنرال شمس الدين كباشي، غير المعلنة، والتي تواصل خلالها، تلفونيا، لأول مرة منذ الانقلاب، مع د.عبدالله حمدوك، رئيس تنسيقية القوى المدنية الديموقراطية (تقدم )، بشأن الحرب ومساعي وقفها، واستعادة مسار الانتقال المدني الديموقراطي، أهمية خاصة.

يزور البرهان الإمارات مطلع ديسمبر، بدعوة من الاتحاد الإفريقي وإيغاد، بجانب الامين العام للامم المتحدة، للمشاركة في اجتماع رئاسي حول المناخ. وبقدر ما تثير التساؤلات، فإنها تبدو مربكة، لجهة تقاطعها مع دعوة لقمة الايغاد، تم التوافق بشأنها عند لقاء البرهان بالرئيس الكيني، وليم روتو، في نيروبي، وذلك في إطار مسعى وقف إطلاق النار وتسهيل مرور المساعدات الانسانية للمحتاجين، والدعوة لحوار "لا يستثني أحدا"، من أطراف الأزمة السودانية، وفقا لإعلام مجلس السيادة.

ويشكل اللقاء منعطفا مهما في توجهات البرهان. ويدعم الاتحاد الإفريقي، خاصة، اتجاه إشراك الإسلاميين في أي تسوية سياسية للأزمة. بينما تتبني ايغاد، منذ وقت مبكر، مسعى للجمع بين الجنرالين، البرهان وحميدتي، لإنهاء الحرب. لذلك تبدو الإمارات مكانا ملائما للجمع، على هامش قمة المناخ، بين البرهان وحميدتي، وربما يتسع اللقاء لحمدوك، أيضا، مع الميسرين الأفارقة، لدعم جهود وقف الحرب.

معرض الصور