23/11/2023

ثماني شهور من الحرب، لا نهاية للأزمة السودانية إلا بالحوار

مريم أبشر

دخلت حرب السودان شهرها الثامن، ولا زالت المعارك تحتدم وتتسع وتمددت مساحاتها بين الجيش وقوات الدعم السريع، ولم تفلح بجهود الوسطاء الدوليين الرامية لخفض حدة التوتر وإفساح المجال أمام المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية لتقديم المساعدات الإنسانية، وفتح مسارات آمنة لإيصال الإغاثة  للمتضررين الذين تزداد معاناتهم خاصة المحاصرين داخل العاصمة  والنازحين  للولايات.

تدخل الحرب شهرها الثامن وما زال يرافقها خطاب الكراهية والتحريض عليها برغم فقدان الآلاف من الأرواح البريئة وجرح واختفاء أضعافهم.

تمضى حرب السودان نحو شهرها الثامن ومنبر جدة أصبح أمل السودان الأقرب، والأوفر حظا، والأكثر ثقة لدى السودانيين، بمن فيهم طرفي الصراع، لحسم الخلاف ومواصلة ما ابتدر من حوار وجعل الطرفين أكثر جدية.

يدخل صراع السودان شهره الثامن وتحولات إقليمية ودولية كبيرة طرأت على المشهد، حيث شهدت الأيام الماضية زيارات ماكوكية لقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، إلى كل من كينيا التي شكك في وقت سابق في رئاستها للجنة الرباعية للايقاد ووصف موقفها حينها بغير المحاي، وزيارة أخرى لإثيوبيا التي قال رئيس وزرائها أبي أحمد إن السودان يعيش فراغا دستوريا، وفهم من حديثه على أنه عدم اعتراف بالحكومة الحالية.

وبحسب متابعين فإن زيارة البرهان للدولتين بجانب لقاءات جانبية مع رئيس الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، ومسئولين آخرين، أذابت جليد التوتر وأعطت دفعة قوية لمنبر جدة.

التعويل على منبر جدة كمخرج لانقاذ ما تبقى من البلاد، تدعمه تحركات القوى السياسية الرافضة للحرب التي ترى فى الحوار الأداة الأنجع لحسم الخلافات بين الطرفين.

على رأس تلك القوى، تحالف قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي)، حيث شهدت الأيام الماضية عقد لقاء مهم بين ممثلين من لجنة الاتصال والعلاقات الخارجية مع وفدٍ من الاتحاد الأوروبي ضم المبعوثة السويدية للسودان وسفراء ألمانيا، فرنسا، إسبانيا، هولندا، بولندا وممثل الاتحاد الأوروبي بالقاهرة.

أكد الاتحاد الأوربي خلال اللقاء اهتمامه بما يدور في السودان. كما ركز  النقاش على سبل إنهاء الصراع ومعالجة الكارثة الإنسانية وتحقيق الاستقرار واستئناف التحول الديمقراطي وتنسيق الجهود الدولية والإقليمية عبر منبر تفاوضي موحد.

وتأتي تحركات (المجلس المركزي) وقد فرغ لتوه من وضع خارطة طريق لإنهاء النزاع والوصول لتسوية سياسية شاملة، ودفع بطلب للالتقاء بالقيادات في الجيش والدعم السريع للتشاور بشأنها.

وفي سياق تسارع الخطوات الدولية والإقليمية لايجاد حل للحرب في السودان، عين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وزير الخارجية الجزائري السابق رمضان العمامرة مبعوثاً شخصياً له فى  السودان. وتأتى الخطوة باتجاه تركيز جهود الأمم المتحده على الوضع فى السودان وذلك فى أعقاب الانتهاكات والأزمة الإنسانية المروعة عبر الاشراف المباشر واللصيق للعمامرة للاوضاع.

السفير والخبير الدبلوماسي جمال محمد إبراهيم يرى في الحوار المخرج الوحيد لحل الازمة واصفا اتجاه الأطراف المتصارعة باستهداف البنية التحتية مثل الجسور والمطارات ومؤسسات الاتصالات والبنايات السيادية كمباني الرئاسة والوزارة والمؤسسات الاقتصادية الحكومية بالملف المأساوي.

وقال إبراهيم إنه ينبغي لفت أنظار المجتمع الدولي إلى أن الحرب التي تزيد من أوارها الداخلي أطراف خارجية ذات مطامع وغرض لا تستهدف الإنسان السوداني وحده، بل تتجاوز قتله إلى تدمير سبل حياته، والقضاء على الوجود الماضي للمؤسسات وهياكله الوطنية، بل إنهاء وجود دولة هي السودان من على الأرض.

معرض الصور