أوقفوا الأصوات النشاز الداعية لتقسيم السودان
وليد النور
عادت بعض الأصوات النشاز التي تطالب هذه الأيام بفصل إقليم دارفور، وكأن السودان ملك أبائهم، ويقيني بعضهم لم يعرف حدود ولا مدنها كمدينة نيالا التي جمعت كل أقاليم السودان وتعتبر ثان أكبر مدينة ذات كتلة نقدية بعد الخرطوم، ولا حي أولاد الريف في الفاشر. نعم حدثت بعض المتغيرات خلال الثلاثين عاما من حكم الإنقاذ ولكن ستظل دارفور تجمع أهل السودان.
وفي اتجاه آخر ظهر بعض الموتورين مطالبين بقيام دولة البحر والنهر، وكأن السودان ملك خاص لأجدادهم. هؤلاء لم يعرفوا سماحة الشعب السوداني وكيف أنه رغم الحرب الدائرة هم يتعايشون بغض النظر عن قبائلهم أو سحناتهم. السودان ليس ملكاً لهم حتى يفصلونه كيفما شاءوا.
السودانيون لم يتعظوا من تجربة انفصال الجنوب الذي خسرنا فيه ثروة بشرية، شباب وطلاب وجنود، وثروة معدنية وبترول ومساحة شاسعة تصلح لمشاريع زراعية وقوى بشرية.
الآن يجب على عقلاء السودان أن يتحركوا لتكوين مجلس أعيان السودان، من العمد والشراتي والنظار وبعض الشخصيات الوطنية والمجتمعية التي لها القدرة على إحداث تغيير كبير وسريع ولملمة هذه الإشكالات التي تزداد يوما بعد يوم، فضلا عن إضافة أشخاص يمتلكون الأدوات التي تحافظ على المجتمعات المحلية من الانزلاق في الحرب الأهلية.
من مهام مجلس الأعيان إحياء ثقافة القلد والجودية التي كانت سائدة في السابق وتحل أكبر الخلافات بين القبائل. وأن يمنح هذا المجلس الدعم المادي واللوجستي حتى يتمكن من التحرك بالسرعة المطلوبة، وحتى لا يتعرضوا للاستقطاب السياسي الحاد الذي سيزيد هذه الأزمة أكثر من الحرب الدائرة حالياً.
والاعلاميون، الذين قلبهم على الوطن، عليهم نشر قيم التعايش السلمي والمجتمعي في كافة الوسائط ومحاربة دعاة الحرب والفتنة والعنصرية واللايفاتية الذين انتشروا كالنار في الهشيم وأصبحوا مؤثرين في الرأي العام.
وعلى قادة الرأي السودانيين العاملين مضاعفة الجهد والطرق على ضرورة التعايش السلمي في كافة الوكالات والقنوات الإخبارية العالمية،
وكذلك منظمات المجتمع المدني يجب عليها العمل مع القادة المحليين والشخصيات المؤثرة في كافة المجالات الفنية والرياضية للمساهمة في نشر ثقافة السلام والتعايش السلمي وتضييق المساحة للمتشائمين ودعاة التفرقة.
