26/11/2023

تحالف الرصاص والملاريا

يوسف سراج
"الملاريا تشارك الرصاص في حصد أرواح شعبنا"... عبارة جاءت في سياق تصريح اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء السودانيين، عن الأوضاع الصحية المتردية حيث نبهت إلى إنتشار متنامي لمعدلات الإصابة بالملاريا مبينة أنها تقترب من تسجيل (مليون) حالة منذ إندلاع الحرب في السودان.

وأشار بيان لجنة الأطباء إلى أن حالات الملاريا المسجلة رسميا في الفترة من 15 ابريل وحتى 20 أكتوبر المنصرم بلغت 842887 حالات مرضية تشمل 27 وفيات.

إحصائيات الأطباء تمثل قمة جبل الجليد في الولايات الآمنة خارج نطاق العمليات العسكرية، وبلا شك تبقى الصورة أكثر قتامة في الولايات الملتهبة بنيران الحرب وتداعياتها، حيث باتت غالب المؤسسات الصحية العلاجية والمراكز الوقائية خارج الخدمة .

يضاف إلى كل ذلك تشرد الكوادر الطبية شأنهم شأن من آثروا النزوح واللجوء إضطرارا، مع توقف رواتبهم المالية ومستحقاتهم لأكثر من سبعة أشهر.

وكأن المصائب قد تقاطرت فوق رؤوس السودانيين مع دوي الطلقة الأولى للحرب..!

الأرقام والتحذيرات التي دفعت بها لجنة الأطباء بشأن الملاريا، تأتي في وقت تتسارع فيه وتيرة إنتشار وبائي للكوليرا حيث سجلت أكثر من أربعة ولايات حالات إصابة متفاوتة .

لم تكتف اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء بإيراد تلك الإحصائيات المخيفة، بل مضت مصوبة أصابع الإتهام لوزارة الصحة بالتقاعس وانهيار نظام التقصي المرضي وغياب الإجراءات الوقائية والإنعدام شبه التام للأدوية .

الشاهد أن خروج أكبر المرافق الصحية الواقعة في نطاق الحرب عن الخدمة، تسبب في زيادة الضغط على النظام الصحي في الولايات الآمنة .

المؤشرات السالبة بانتشار الأوبئة والملاريا في جميع ولايات السودان، تنذر بلرتفاع معدلات الوفيات التي لم تتوقف بتعدد الأسباب منذ اندلاع الحرب اللعينة.

يتوجب الآن على حكومة الأمر الواقع وسلطاتها الصحية، الوقوف جديا أمام التحديات الماثلة، وأن تتخذ من التدابير الوقائية والعلاجية ما يلزم، لمكافحة الوبائيات والأمراض المتوطنة، كما يستدعي الواقع المتردي انتظام كل النشطاء والمنظمات المجتمعية في حملات توعوية وتثقيفية في إطار مجابهة الأخطار المحدقة والتي تضيق فرص الهروب منها وسط هذا المناخ الملوث .

معرض الصور