إيغاد تتهيأ، كمنبر ضرار، لاختطاف قرار وقف الحرب والعملية السياسية
عبدالله رزق ابوسيمازه
رغم ما تردد، بشان رفض الجنرال عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السادة الانتقالي، القائد العام للقوات المسلحة، طلب تحالف قوى الحرية والتغيير مقابلته، من اجل "طرح مقترح خارطة طريق لإنهاء الحرب"، حسب تصريح منسوب لمصدر بالسيادي، أو لأجل "فتح المجال لمخاطبة جماعية لقضايا البلاد ،عبر مسار سياسي سلمي"، بحجة "التزام الحكومة بمنبر جدة.
فق ما أوردته صحيفة اليوم التالي، فإن البرهان، وفي وقت تتصاعد فيه الدعوات لتوحيد المبادرات والمنابر، ينشغل - فيما يبدو - ببناء منبر مواز، منبر ضرار، بمساعدة إيغاد ،استلهم فكرته من جولته في الإقليم، بعد خروجه من حصار القيادة، وبشكل خاص، بعد لقائه مع الرئيس الكيني، ويليام روتو، في ونيروبي. فقد اتفق الإثنان على ضرورة عقد قمة طارئة لرؤساء الهيئة الحكومية للتنمية (الإيقاد)، في إطار مساعي وقف إطلاق النار في السودان، ووضع إطار لـ"حوار سوداني شامل لا يستثني أحدًا"، وفقًا لإعلام مجلس السيادة السوداني. يجدر الانتباه لأطروحة "حوار سوداني شامل لا يستثني أحدا "، المفردة المفتاحية والمفصلية، في حراك البرهان الإقليمي، والإعلام الموالي له، والتي خلا منها بيان الرئاسة الكينية بشأن الزيارة. وقد أجرى الرئيس الكيني اتصالا هاتفيا مع الجنرال محمد حمدان دقلو بهذا الخصوص. إذ أن مبادرة الإيغاد تتضمن لقاء يجمع حميدتي والبرهان مع رؤساء دول المنظمة.
وفي وقت لاحق، وضمن جولته الإقليمية، التقى البرهان بالسكرتير التنفيذي للإيقاد، د. ورقني قوبيهو، في جيبوتي، واتفقا على عقد قمة طارئة لرؤساء الإيقاد "لوضع خارطة طريق واضحة المعالم لإنهاء الأزمة في السودان". لكن تغريدة سكرتيرإايغاد، في منصة إكس، بعد لقائه مع البرهان، لم تتضمن أي إشارة "للحوار السوداني الذي لا يستثني أحدا". غير أن بعض المواقع الإخبارية، منها وكالة السودان للانباء، سونا، قد ضمنت خبرها إشارته لما اسماه "عملية سياسية تشمل الجميع". وتجاهلت سونا الإشارة إلى أن مصدرها هو إعلام المجلس السيادي !
وفيما يشبه عملية استباق لمنبر جدة، واختطاف لقرار وقف الحرب والعملية السياسية، فإن قمة الإيغاد، المقرر عقدها في جيبوتي، مطلع ديسمبر، ستصدر - وفق بعض الصحفيين المحسوبين على معسكر البرهان - قرارا يتضمن "وقفا لإطلاق النار يشمل كل مناطق الصراع فى السودان، وإخلاء المرافق المدنية، وإزالة ارتكازات الجيش والدعم السريع، وعملية سياسية تشمل الجميع .
ويبدو البرهان، وهو يسوق مشروعه التسووي، في حالة سباق، مع تحالف قوى الحرية والتغيير، الذي ينشط، بدوره، منذ بعض الوقت، بالدوران حول نفس المحور الاقليمي، لنفس الغرض، تقريبا، وهو عملية سياسية تشمل الجميع، "عدا المؤتمر الوطني المحلول وواجهاته". غير أن مناورة البرهان - المرتهن لحد بعيد لخيار الإسلاميين، في ال "بل-بس" و "ياكملناهم ياكملونا!" - بإصراره على "استصحاب" قوى النظام المقبور ضمن جهود التسوية، تكشف عن موقف تكتيكي، يستهدف عرقلة العملية السياسية، مرة اخرى، وإطالة أمد الأزمة التي تعيشها البلاد، بإبقاء الأوضاع على ما هي عليه.