حملة الـ (16) لمناهضة العنف: من ينصر نساء السودان؟

ثناء عابدين

تتنظم في كل دول العالم هذه الايام حملة الـ 16 لمناهضة العنف القائم على النوع ضد النساء، والتي بدأت في الخامس والعشرين من شهر،نوفمبر الماضي. تجئ الحملة هذا العام والسودان يشهد اسوأ حرب مرت على تاريخه، ووقع ضررها الاكبر على فئة النساء حيث تعرضت اعداد كبيرة منهن للاغتصاب والتحرش والاعتداء والعنف والنزوح.

تفيد التقارير الصادرة من منظمات الامم المتحدة الى ان حوادث الاعتداء الجنسي المبلغ عنها ارتفعت بنسة 50% فضلا ان هناك 260 الف امرأة حامل منهن 100 الف سيضعن خلال الثلاثة اشهر المقبلة في ظل عدم توفر الخدمات الصحية اللازمة اهمها المستشفيات.

كما ان مجلس الامن اكد إن العنف الجنسي والقائم على نوع الجنس ما زال سمة للصراعات في الكثير من المناطق حول العالم، وقد يصل إلى انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. إن السودان ليس استثناء من ذلك. فالنساء والفتيات وخاصة في منطقة دارفور يتعرضن لأعمال مروعة من العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس، وفق التقارير، كأسلوب للحرب لغرس الخوف وتأكيد السيطرة على المجتمعات المحلية.

واكد خبراء مستقلون مكلفون من مجلس حقوق الانسان بالتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان في السودان استخدام العنف القائم على النوع الاجتماعي كاداة من ادوات الحرب لاخضاع النساء والفتيات، وارهابهن وكسرهن ومعاقبتهن. واشاروا الى حالات اغتصاب واستغلال جنسي وعبودية وكشفوا عن الابلاغ عن حالات دعارة ونزوح قسري للنساء والفتيات.

وشهدت المناطق التي لم تتاثر بالحرب نشاطا مكثفا لحملة الـ 16 يوم، واقامت الكيانات النسوية والحقوقية عدد من الفعاليات والانشطة لهذه الحملة. وتقول هناء احمد محمد احمد الامينة العامة لشبكة تعزيز المساواة التوعية ولاية كسلا: يُعد التصدي للعنف المبني على النوع الاجتماعي وتأثير الحروب على النساء في السودان قضية حيوية تتطلب اهتماما دوليا ومحليا. تأتي فعالية الـ ١٦ يوما لمناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي كفرصة لتسليط الضوء على هذه القضية الملحة.

وتضيف يتسبب النزاع المستمر في السودان في تفاقم الظروف التي تعاني منها النساء. اذ يتعرضن للعنف الجسدي والنفسي، ويواجهن انتهاكات حقوقهن بصور مروعة. يجب أن يتحد المجتمع الدولي لدعم الجهود الرامية إلى حماية حقوق المرأة ومحاربة العنف الجنسي والاستغلال. وتوفير دعم نفسي واجتماعي للنساء المتضررات، إلى جانب تعزيز الأمان وتوفير الفرص الاقتصادية.

تعتبر هناء ان الحملة فرصة لتوعية المجتمع حول خطورة هذا النوع من العنف والعمل على تغيير السلوكيات الاجتماعية. يجب أن تكون هذه الفعالية منصة للتحديث على القوانين والسياسات لتحسين حماية حقوق النساء بالشراكه مع الاجسام المهتمه الفاعلة.

واكدت هناء على ضرورة ان يتعاون المجتمع الدولي والحكومة السودانية لتحقيق التقدم في مكافحة العنف المبني على النوع الاجتماعي وتخفيف تأثير الحروب على النساء.