هل تكون الفاشر ساحة مواجهة للحركات والدعم السريع؟
مشاعر إدريس
ظلت تنطلق بين حين وأخرى شائعات او توقعات بالهجوم على ولاية شمال دارفور من قبل الدعم السريع الأمر الذي جعل حركات الكفاح المسلح تعلن عدم الحياد في حال تم ذلك، بجانب تحشيدها قوات ضخمة على امتداد الولاية استعدادا ودفاعا عن المواطنين وممتلكاتهم. ورغم ذلك استبعد بعض قادة حركات الكفاح المسلح هذا الهجوم في الوقت الحالي واعتبروا هذا الحديث بالفرقعة الإعلامية فقط، لكن يظل الموقف متوتر بالولاية.
أعلنت القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام السبت، عن بدء انتشار قواتها بولاية شمال دارفور استعدادا للتصدي لأي انتهاكات تطال المدنيين. واستقبل قادة بارزون في القوة المشتركة أعداد كبيرة من المقاتلين قادمين من دولة ليبيا في بلدة “أم مراحيك” شمال مدينة الفاشر.
ويأتي وصول المقاتلين الموالين للحركات المسلحة لمدينة الفاشر تحسبا لهجوم محتمل من قوات الدعم السريع على المدينة حيث تواصل تعزيز وجودها العسكري شرق الفاشر.
اكد المتحدث باسم القوة المشتركة أحمد حسين مصطفى ان حركات الكفاح المسلح لم يكن هدفها الاول ان تخوض صدام مع الدعم السريع. وقال طوال فترة حيادنا كنا نراقب مجريات الحرب، ومسافتها من المواطنين وممتلكاتهم وبعد أن تحول الدعم السريع إلى معاداة واستهداف المواطنين قررنا الخروج عن الحياد واعلان دفاعنا عن المواطنين كلما حاول الدعم السريع استهداف المدنيين.
ورهن صدام حركات الكفاح المسلح مع الدعم السريع بالتزام الدعم بقوانين الحرب، وحقوق الإنسان ومراعاتها الاعيان المدنية والمؤسسات والمرافق العامة. وتابع لكن ما لم تلتزم وتكف عن استهداف المدنيين حينها سيكون لكل حدث حديث.
واضاف لا شك أن الوضع بالاقليم كارثي من كل النواحي الإنسانية والاقتصادية والأمنية، خاصة ان هناك زيادة في موجات النزوح التي اجتاحت ثلاثة ولايات الكبري من ضمن خمسة ولايات، مما خلق وضعا إنسانيا وصحيا ذو وتيرة عالية لا سيما الاكتظاط السكاني بالمناطق الآمنة نسبيا.
واشار الى ان ممارسات مليشيا الدعم ابشع انواع النهب والسلب وتدمير الأسواق بكل المدن والمناطق التي سيطرت عليها مؤخرا ،بالتالي ساهمت موجات النهب هذه في افقار المواطنين.
مشيرا ان معظم النازحين خارج دولاب العمل والحركة الاقتصادية، بجانب تدهور الوضع الأمني من انتشار كبيير للمليشات خاصة في الارياف والمناطق الزراعية مستخدمين نهج الطلق الجائر مما يؤثر بدوره على الموسم الزراعي بشكل مباشر، فضلا عن انتشار واسع للسلاح بأيدي مليشيات تغذيهم قوات الدعم السريع.
بينما قال الناطق الرسمي في حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل ابراهيم ان حركات الكفاح المسلح اعلنت موقفها بوضوح وهو حماية المدنيين.
واكد الناطق الرسمي حسن إبراهيم فضل لن نتسامح مع اي نشاط يهدد حياة المدنيين. واضاف اما الدعم السريع فنحن لا نتحدث نيابة عنه، هل يريد الهجوم او صرف النظر هذا يرجع اليهم.
وأشار لكننا الآن نتعامل بجدية مع تهديدات الدعم السريع وليس هناك أي مؤشرات تدل ان الدعم السريع صرف النظر عن هجوم الفاشر، وبالتالي حتى يثبت ذلك نحن على ما نحن عليه استعدادا وتحسبا لكل شيء.
إلى ذلك وصف المستشار السياسي في حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي سيف عيسي الحديث عن هجوم الفاشر بالفرقعة الإعلامية. وقال لن يكون هناك اى صدام بين قوات الكفاح المسلح وقوات الدعم السريع. واضاف لاننا ليس طرف فى هذا الصراع ما زلنا فى موقف الحياد ولايمكن التراجع عنه. وتابع لأننا في موقف الحياد سنبذل جهد كبير لاحتوا تلك الأزمة المستفحلة.
وافاد ان الحديث عن اصطدام او مواجهة ليس صحيحا على الإطلاق. واردف حتى الذين اعلنوا موقفهم فى بورتسودان ووقوفهم مع الجيش تراجعوا عن موقفهم الأخير وعادوا الى موقف الحياد لان المعادلة فى هذا الصراع مختلة. وزاد الوقوف مع أي طرف يعني حرق ودمار البلاد.
وفي 16 نوفمبر الماضي، أعلن كل من رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي والعدل والمساواة جبريل إبراهيم الخروج من الحياد حيال الحرب وأكدا مشاركتهما في العمليات العسكرية التي تستهدف قوات الدعم السريع لحماية المدنيين، ولكن مناوي قال في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في 26 من نوفمبر إن خروجه من حالة الحياد لا يعني قتاله الى جانب الجيش كما تحدث عن تواصله مع قائد قوات الدعم السريع.