احباط العالقين في مناطق العمليات بتعليق المفاوضات
وليد النور
انهارت يوم الأحد مفاوضات منبر جدة بين الجيش والدعم السريع، وتناقلت وسائط الإعلام المختلفة خبر تعليق التفاوض، دون اصدار بيان رسمي من الوساطة السعودية الأمريكية أو من الوفدين .وحمل كل من الطرفين، في نسريبات، الآخر مسؤولية فشل المفاوضات.
وفي السياق ذاته، وجه رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، لدى مخاطبته ضباط الثوات المسلحة بولاية الجزيرة رسائل إلى القوى السياسية التي دعت بعد اندلاع الحرب بأن الحل يجب أن يكون داخل السودان وليس باستجداء العالم، وقال إن التفاوض الذي لم ينهي التمرد لن يكون مقبول. ووجه تهديد مبطن إلى مبعوث لامم المتحدة الجديد رمضان العمامرة بأنه اذا على درب سلفه بتفريق بين القوى السياسية سيجد مصير من سبقه واذا تعامل مع الجميع فسيجد الترحيب والمساعدة.
وكأن رئيس البعثة السياسية المتكاملة، فولكربيريتس، الذي جاء بطلب من حكومة الدكتور عبدالله حمدوك للمساعدة في التحول المدني الديمقراطي، وجد معارضة شديدة من أنصار النظام المباد الذين حلت الحكومة الانتقالية حزبهم المؤتمر الوطني.
وقاد فولكر جهود مع الاحزاب التي كانت شريكة للبشير في السلطة وبعض الحركات المسلحة ووصلوا إلى نهاية الحوار. وعقدت جلسة عرفت بحوار روتانا، بيد أن المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير قاطع الجلسة ورفض المشاركة فيها، الشيء الذي جعل فولكربيريتس يبدأ حوار معها ووصل إلى توقيع الأتفاق السياسي الإطاري الخامس من ديسمبر في العام 2022.
ورفضت الكتلة الديمقراطية التي تتكون من (حركات العدل والمساواة بقيادة جبريل ابراهيم وتحرير السودان بقيادة مني اركو مناوي، والشيخ محمد الأمين ترك، وجعفر الصادق الميرغني نائب رئيس لحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل وآخرين)، مخرجات الحوار بين فولكر والمركزي. فأصبح هنالك فريقين في الجبهة المدنية التي لم تتوصل إلى اتفاق حتى اندلاع الحرب التي قاربت شهرها الثامن.
وجاءت الاخبار بفشل منبر جدة في التوصل إلى وقف اطلاق النار ووقف العدائيات، وعودة الطرفان إلى التشاور، وهذا الأمر يعني إطالة أمد الحرب، وسيجد الكثير من العالقين في مناطق الاشتباكات الذين كانوا قد استبشروا بالتسريبات من منبر جدة بأن اتفاقا وشيكا بين الطرفين سيتم توقيعه في جدة. ويعاني المواطنون المتواجدون في مناطق الاشتباكات من انعدام المواد الغذائية وانقطاع تام لشبكة الانترنت.