بدء العد التنازلي للقاء الجنرالين
عبدالله رزق أبوسيمازه
يقترب الموعد المقترح للقاء الجنرالين، عبدالفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة، ومحمد حمدان دقلو ،حميدتي، قائد قوات الدعم السريع، المقرر أن يستضيفه منبر جدة، لأجل التوافق على وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات، استجابة لمقررات القمة الطارئة حول السودان، التي استضافتها جيبوتي، مؤخرا.
وكان الجنرال البرهان قد بادر باقتراح عقد تلك القمة، خلال لقائه مع الرئيس الكيني، وليم روتو، في نيروبي، ومع السكرتير التنفيذي لمنظمة أيغاد، دورغني قبيهو، في جيبوتي في وقت سابق، بهدف إطلاق مسعى جديد لوقف الحرب، بجانب المساعي المبذولة من قبل منبر جدة. وقد استطاعت القمة، في اجتماعها في جيبوتي، في 9 ديسمبر الجاري، أن تنتزع التزاما من طرفي حرب 15 ابريل بالاجتماع الفوري والاتفاق على وقف الأعمال العدائية، حسب ما أعلنه السكرتير التنفيذي لإيغاد، في تغريدة على منصة إكس، عقب انتهاء القمة. وقد قوبلت مخرجات القمة بترحيب واسع. وعبأت بالأمل، من جديد، قلوب ملايين السودانيين، المصطلين بنيران الحرب منذ أكثر من ثمانية اشهر.
ويبدو أن إيغاد لم تكترث نهائيا، بالبيان الذي اصدرته وزارة الخارجية السودانية، عقب القمة الاقليمية، التي شهدت حضورا دوليا نوعيا، ونفت فيه التزام البرهان غير المشروط بلقاء حميدتي. وعددت بعضا من التحفظات على البيان الختامي للقمة، لتخلص الى رفضه، فيما استمرت إيغاد في التحضير للإجتماع، حسب مصادر الاخبار.
ويتزامن الاجتماع المرتقب، المحدد له، بشكل عام، الانعقاد بعد أسبوعين من انفضاض القمة، مع بدء الاحتفالات بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، مما قد يحول دون حضور مراقبين او ميسرين من العالم الغربي، خصوصا، إن لم يؤد لتأجيله.
وبالنظر إلى أن فشل جولة التفاوض الأخيرة بين المتحاربين، في اقناعهما بالتوافق على وقف فوري وغير مشروط لاطلاق النار، قد أعقبه تصعيد كبير للقتال في دارفور وبعض كردفان. وتلا انفضاض قمة جيبوتي دون تقدم عملي على طريق إنهاء العدائيات، تدهور مريع في الوضع الأمني، في غالب ما تبقى من ولايات السودان، التي لم تعد آمنة بعد انتقال الحرب إلى ولاية الجزيرة، التي استضافت مئات الآلاف من النازحين من الخرطوم وغيرها من المناطق المتأثرة بالحرب. لذلك فإن فشل الجنرالين، في الإلتقاء، وفي إقرار اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات، من شأنه أن يؤدي لتدهور جديد في الأوضاع وتفاقمها، أكثر من ذي قبل، ومضاعفة معاناة المدنيين.
لقد أبدى حميدتي، حتى الآن، تجاوبا مع مقررات قمة جيبوتي، وأكد استعداده، شخصيا، للاجتماع مع البرهان، خلافا لما راج بشأن إنابة شقيقه عبدالرحيم دقلو، عنه في اللقاء، فيما لم تبدر من معسكر البرهان أي بادرة تشي بتعديل ملموس في موقفه، خلافا لما صدر من الخارجية، بالجنوح للسلم، والتخلي عن الرهان على الحسم العسكري. وهو ما يصعب من التنبؤ بامكان اللقاء، وباحتمال نجاحه في تحقيق هدفه.