سياسيون يدعون أطراف النزاع لوقف الحرب ويحذرون من حرب أهلية
مشاعر إدريس
رأت قيادات سياسية، وحركات مسلحة، اللقاء المنتظر بين قائدي الجيش والدعم السريع خطوة مهمة قد تؤدي إلى التوصل لاتفاق مؤقت أو نهائي للحرب. وحذروا من خطورة إعدام عشرات المدنيين على أساس انتماءهم لمناطق معينة وأن تتجه الحرب إلى أهلية أو مناطقية.
ودعت القيادات البرهان وحميدتي الى تحمل مسؤولية سلامة السودانيين التي تتطلب الجدية ورغبة في تقديم التنازلات اللازمة لإيقاف الحرب.
ونقلت وسائل اعلام عن مصادر استلام رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان خطابا من رئيس منظمة إيقاد يدعوه للقاء قائد قوات الدعم السريع الخميس المقبل في جيبوتي.
واعتبر الناطق الرسمي في حركة العدل والمساواة، حسن إبراهيم، لقاء الجنرالين المرتقب خلال الأيام القادمة، حتى ان لم يسفر عن وقف لاطلاق النار، مقدمة للقاءات أخرى ستحدث اختراق في هذا المجال.
وقال إن لقاء البرهان وحميدتي إن حدث، سيرمي حجرا في بركة الجمود والقتل الذي يجري في البلاد .
وقال حسن ابراهيم إن التصريحات والشروط التي تصدر من هنا وهناك لا تخدم كثيرا، كما يتطلب الأمر ضغطا والتزاماً دوليا للوصول إلى وقف نزيف الدم الذي يجري، خاصة أن هناك انتهاكات جسيمة ترتكبها قوات الدعم السريع بصورة مروعة في المناطق التي سيطرت عليها، في مقابل ظهور حالات لانتهاكات على الهوية من مجموعات تدعم الجيش وهذا الأمر يتطلب تعامل جدي معها.
واشار إلى انتشار فيديوهات في الوسائط تظهر عملية إعدام العشرات من المدنيين العزل، يقال انها مجموعات تم القبض عليهم بسبب الاشتباه بأنهم جواسيس للدعم السريع، فقط لكونهم ينتمون لمناطق معينة. وحذر من ذلك واعتبره مؤشر خطير قد يجعل الأمور تتجه إلى حرب أهلية ومناطقية.
بينما لم يستبعد القيادي في الحرية والتغيير شهاب الطيب، وصول الجنرالين في الجيش والدعم السريع، خلال اللقاء المرتقب، إلى اتفاق يمهد لإيقاف مؤقت أو نهائي للحرب.
واشترط شهاب الطيب أن يكون الاتفاق بعد تحجيم وعزل دور قادة الحركة الإسلامية ومجموعاتها التي تقود الحرب تحت مزاعم حرب الكرامة. وأكد على أهمية تحجيم أدوار كل هذه المجموعات وعزلها حتى يتم التوصل لإيقاف الحرب وبدء عملية سياسية تنتهي ببناء جيش وطني واحد احترافي يعمل وفق الدستور في حماية المواطنين وليس قتلهم.
وأشار إلى أن اتساع رقعة الحرب يفرض على القائدين تحمل مسؤولية إنهاء هذه الحرب.
إلى ذلك، قال الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني، شريف محمد عثمان، إن اللقاء المرتقب لقائدي الجيش والدعم السريع يمثل فرصة كبيرة لإيقاف الحرب ووقف العدائيات بين الطرفين والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية وتوفير مناطق آمنة للمدنيين.
واعتبر أن اللقاء يمهد للشروع في إجراء مناقشات سياسية تقدم حلولا جذرية لقضايا الحرب في البلاد منها حرب 15 أبريل، وإنهاء معاناة السودانيين ممتدة لعقود طويلة.
ودعا شريف قائدي الجيش والدعم السريع للتحلي بالإرادة الكافية لإنهاء معاناة الشعب السوداني، وتحمل مسؤولية سلامة السودانيين التي تتطلب مواقف أكثر جدية ورغبة في تقديم كل التنازلات اللازمة لإيقاف هذه الحرب.
فيما قال قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو في منشور على حسابه بمنصة "اكس" "تلقيت خطابا من رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية- تقدم، د. عبد الله حمدوك دعانا من خلاله لاجتماع عاجل لمناقشة قضايا وقف الحرب ومعالجة آثارها".
وأكد حميدتي ترحيبه التام بعقد هذا اللقاء فورًا ، والشروع مباشرة في نقاش ترتيبات الاجتماع، وقال "نحن نمد أيادينا مرحبين بكل جهد وطني يجلب السلام وينهي المعاناة التي خلفتها الحرب".