الفاو تحذر من كارثة غذائية والصليب الاحمر يطالب باجلاء آمن للسكان

متابعات ـ مواطنون
حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) في السودان من وقوع كارثة محققة على الأمن الغذائي في البلاد إذا استمر القتال في ولايات الجزيرة ودارفور، وطالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من جهتها يوم الأربعاء جميع أطراف الحرب الدائرة في السودان إلى السماح بإجلاء المدنيين من مناطق القتال بصورة آمنة.

وقال آدم ياو، نائب ممثل المنظمة في السودان الى وكالة أنباء العالم العربي ان الأمن الغذائي في السودان يتدهور وعدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي آخذ في الازدياد، ووصل إلى 17.7 مليون شخص.

واضاف "كنا نعتقد أن عدد الأشخاص الذين عانوا من انعدام الأمن الغذائي عام 2023 قد وصل إلى حوالي 15 مليون شخص؛ لكن (العدد) سيزيد العام المقبل".

وشدد على أن مصدر القلق المتصاعد في الأيام الأخيرة بشأن الأمن الغذائي يكمن في أن القتال اتجه نحو منطقة ود مدني وولاية الجزيرة، وهي "سلة الغذاء الأساسية للبلاد؛ كما أن القتال يتجه إلى سنّار، وهي منطقة زراعية كبيرة، وهذا أمر مثير للقلق حقا".

وقال "إذا لم يتمكن المزارعون فهذه المناطق من مواصلة نشاطهم الزراعي، ستكون كارثة لعموم البلاد... هذا أمر مقلق، وعلينا أن نفعل كل ما في وسعنا لمنع الوضع من التدهور أكثر".

وقال إن المزارعين لا يملكون أيضا الموارد المالية اللازمة لاستئناف نشاطهم الزراعي، إذ لا يستطيعون شراء السماد والبذور ذات التكاليف الباهظة، والتي ارتفع ثمنها بسبب الحرب، وهو ما يعيق إنتاج الغذاء في السودان.

وحذّر من أنه إذا استمر القتال في ولاية كالجزيرة، فقد يضطر الناس، بمن فيهم المزارعون وأصحاب المزارع الصغيرة، إلى الفرار، وبالتالي يهجر الناس الأراضي الزراعية ولا يستطيعون الزراعة في أماكن أخرى، مما سيحد من قدرة البلاد على توفير الغذاء المزروع محليا وتقليل الاعتماد علي الاستيراد.

وعن الأماكن التي يعاني فيها أكبر عدد من السكان من انعدام الأمن الغذائي في السودان، قال ياو "يقع معظمهم في الخرطوم، إذ كان القتال مكثفا للغاية ولمدة طويلة، ولكن أيضا دارفور، إذ كان القتال عنيفا في الجنينة ونيالا وزالينجي وحتى في الفاشر".

وناشد ياو جميع الأطراف المتحاربة السماح بوصول المساعدات الإنسانية بطريقة تُمكّن الأشخاص من الحصول على الغذاء في شتى أنحاء السودان.

وحثت اللجنة الدولية للصليب الاحمر عبر حسابها على منصة إكس أطراف القتال في السودان على الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، واتخاذ إجراءات فورية بهذا الخصوص.

وأضافت "ينبغي أن تتخذ الأطراف جميع الخطوات الممكنة للحيلولة دون إلحاق المزيد من الضرر بالمدنيين وحماية الممتلكات المدنية".