12/01/2024

مجموعة الأزمات الدولية: يجب منع السودان من الانزلاق الى نقطة اللا عودة

متابعات ـ مواطنون
توقعت مؤسسة بحثية دولية بارزة أن تأخذ الحرب الوحشية في السودان منعطفاً أكثر بشاعة، ما لم تتحرك الدول والقوى الافريقية والعالمية التي تتمتع بأكبر قدر من النفوذ على الأطراف وثقل في المنطقة، وتعمل معا في مسار منسق للحيلولة دون وقوع المزيد من التدهور في السودان، وتخفيف معاناة شعبه.

ودعت "مجموعة الأزمات الدولية" في احدث تقرير لها عن السودان الثلاثاء، إلى "بذل جهد دبلوماسي كبير ومنسق ورفيع المستوى تشارك فيه القوى الخارجية التي تتمتع بأكبر قدر من النفوذ في المنطقة"، مشيرة الى أن الجهود الدبلوماسية الجارية حتى الآن مفككة وفاشلة.

وحذرت من ان حالة الصدمة التي يشعر بها السودانيون من التراجع السريع للجيش، وعودة جماعة البشير واحكام قبضتها على ما تبقى من بيروقراطية الدولة التي يسيطر عليها الجيش، وقيادة حملة تعبئة لتكوين ميليشيات للقتال الى جانب الجيش وداخله، فان هناك مجموعات أخرى في جميع البلاد في حالة سباق تسلح، وتستعد لحرب طويلة.

واضافت ان من غير المرجح ان تقبل الدول المطلة على البحر الاحمر (مصر والسعودية واريتريا) بتوسع قوات الدعم السريع الى الشرق لانها سترى فيه خطر زعزعة استقرار لبلدانها، وسيدفعها ذلك إلى إنشاء مناطق عازلة من خلال تسليح الميليشيات وكيلة أو حتى الانتشار عبر الحدود، كما حدث في الصومال. وإذا تحرك أحد الجيران في هذا الاتجاه، فقد تتبعه سلسلة من الجيران الآخرين، سعياً إلى تأمين مصالحهم.

وسلطت الورقة المشكلات التي تعانيها اطراف الوساطة مما يساهم في عدم تحقيق اختراق، والوصول الى اتفاق لوقف اطلاق النار، منها عدم القدرة على دفع اطراف مؤثرة وذات نفوذ على طرفي النزاع في السودان ودفعهما الى توقيع اتفاق سلام، والتجاذبات داخل منظمة "ايغاد" حول السودان، اضافة الى ما وصفته المنظمة البحثية بـ "العلاقة غير الواضحة" بين الجيش وزارة الخارجية السودانية، وما إذا كان مواقف الاخيرة "منسقه مع البرهان". الا ان الورقة اشارت ايضا الى ان "هناك دلائل أخرى" تشير الى أن "الجيش قد ينأى بنفسه عن مسار إيغاد أيضا".

واوضحت المجموعة البحثية ان احدى المشكلات التي تقف عائقا، امام اي تقدم في جهود الوصول الى سلام هو ما اسمته بـ "التحديات الهيكلية" داخل وزارة الخارجية الامريكية فيما يتعلق بملف السودان، مما خلق فجوة في التعامل مع جميع الاطراف الفاعلة والمؤثرة في المنطقة، ولا يمكن تجاوزها الا بتعيين مبعوث كبير "يتمتع بمكانة كافية للارتقاء فوق المعارك الدائرة في واشنطن وحشد الجهود لوقف الحرب"، الا ان الوزارة ترفض هذه الخطوة.

وترى المجموعة ان هذا الوضع من المرجح أن يضع على عاتق قيادة وزارة الخارجية، وربما وزير الخارجية أنتوني بلينكن نفسه، الامساك بزمام الأمور، وسيكون من شأن حضوره الشخصي في أي اجتماع أول بين البرهان وحميدتي مرحب به. الا انها شددت في الوقت نفسه انه مع ذلك، يتعيّن على الوزير تكليف دبلوماسي كبير منخرط بالفعل في ملف السودان لتمكين الدبلوماسية المكوكية من العمل مع العواصم العربية الرئيسية، لتحقيق التوازن بين اللاعبين الافارقة والعرب.

وترى المجموعة انه على الرغم من ان السودان بات على حافة الهاوية، الا انه لا زال لدى طرفي القتال سبب لوقف الحرب اذا تحرك الضغط عليهما في الاتجاه الصحيح. وقالت ان وقف الأعمال العدائية ليس سهلا، وان حصل فانه سيكون مجرد بداية لمشروع صعب وطويل وهو إعادة توحيد السودان مرة أخرى في ظل حكومة واحدة، وخلق الظروف التي تسمح للسودانيين النازحين بالعودة إلى ديارهم، ولكن هذه الصعوبات لا تقلل من اهميته، مشيرة الى ان "إن عملية السلام الأوسع" لن تكتسب زخماً إلا بعد توقف القتال. واضافت "يتعين على القادة الإقليميين وواشنطن والشركاء الآخرين أن يلتقطوا اللحظة المناسبة، قبل أن ينتقل السودان الى نقطة اللاعودة، مما يترك دولة فاشلة قد يستغرق إصلاحها عقودا.

معرض الصور