السودان ثالث اسوأ دولة في سقوط المدنيين بالمتفجرات عالميا
متابعات ـ مواطنون
حل السودان في المرتبة الثالثة في قائمة اسوأ عشرة دول في عدد الوفيات بين المدنيين على مستوى العالم، وفقا أحدث تقرير عالمي لرصد العنف الناتج عن اسلحة المتفجرات للعام 2023.
وقالت منظمة "أكشن أون آرمد فايلانس" في تقريرها السنوي للعام الماضي، الاثنين 8 يناير، ان السودان جاء في المرتبة الثالثة بعد غزة بفلسطين واوكرنيا في قائمة اسوأ عشرة دول الأكثر تضرراً من الضحايا المدنيين من العنف المتفجرات، من بين 64 دولة شهدت اعمال عنف بالتفجيرات العام الماضي. وضمت القائمة على التوالي غزة، وأوكرانيا، السودان، ميانمار، سوريا، الصومال ، باكستان، اليمن، إسرائيل، وروسيا.
ووصف التقرير الوضع في السودان في عام 2023 بأنه "العام الأكثر عنفاً في السودان في سجلات المنظمة"، اذ بلغ عدد التفجيرات 140 تفجيرا، وتسبب في سقوط 2.546 ضحية بين المدنيين (1145 قتيلاً و1401 جريحًا). وقالت ان هذه الارقام تمثل فارق كبير مقارنة بالعام 2022، الذي سجلت فيه المنظمة ثلاث حوادث عنف بالمتفجرات، و30 ضحية من المدنيين، قُتل منهم خمسة. وفي عام 2013، وهو ثاني أكثر الأعوام ضررا للمدنيين منذ عام 2010، وسجلت فيه المنظمة 16 حادثة عنف بالمتفجرات اسفرت عن سقوط 77 ضحية من المدنيين، منهم 54 قتيلاً.
واضاف المنظمة أن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع هما الطرفان الرئيسيان في النزاع، والمرتكبان الرئيسيان في إلحاق الضرر بالمدنيين. ففي حين أن 61% (86) من الحوادث تعزى إلى جهات غير معروفة أو غير واضحة، تفيد التقارير أن القوات المسلحة السودانية مسؤولة عن 24% (34) من الحوادث، نتج عنها 32% (803) من الضحايا المدنيين، في حين أن قوات الدعم السريع مسؤولة عن 14% (20) من الحوادث و15% (386) من الضحايا المدنيين نسبت إلى قوات الدعم السريع.
ولا تشمل هذه الارقام الخسائر البشرية الناتجة عن اعمال أخرى من العنف.
وحول نوعية المتفجرات قالت المنظمة ان نسبة المتفجرات المطلقة من الأرض بلغت 63% (88) من الحوادث و تسببت في 65% (1,655) من الضحايا المدنيين في السودان، بينما تمثل الأسلحة المطلقة من الجو نسبة 29% (41) من الحوادث وتسببت في سقوط ما نسبته 32% (817) من الضحايا المدنيين.
واوضحت المنظمة ان عام 2023 شهد تصاعداً كبيراً في استخدام الأسلحة المتفجرة عالمياً، خاصة في المناطق المأهولة بالسكان. واعربت عن القلق من الزيادات الكبيرة في وتيرة هذه الحوادث وما ينتج عنها من خسائر في صفوف المدنيين. وقالت ان ما يحدث "اتجاه مثير للقلق في الحرب الحديثة". وقد ساهم السودان في هذه الزيادة الملقلة.
وطالبت المنظمة بوقف استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان، واعتبار "انحراف غير مقبول". وقالت ان التقرير "تذكير صارخ بالعواقب المدمرة للعنف المتفجر". ودعت الى تضافر الجهود العالمية لمواجهة هذا التحدي. وذكّرت بأهمية الاجتماع الدولي الذي سينعقد في النرويج في شهر ابريل القادم لمراجعة تنفيذ الإعلان السياسي بشأن تعزيز حماية المدنيين من العواقب الإنسانية الناجمة عن استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان وهو الاعلان الذي اعتمدته 83 دولة عام 2022.
وقال الدكتور إيان أوفرتون، المدير التنفيذي للمنظمة، عن البيانات: “إن التأثير المنتشر والعشوائي للعنف المتفجر، كما رأينا في عام 2023، ليس مجرد مسألة إحصاءات. إنه واقع مدمر يحطم المجتمعات ويترك ندوبا دائمة في المجتمعات. وتسلط بياناتنا الضوء على اتجاه مروع نحو زيادة الضرر الذي يلحق بالمدنيين، وتؤكد الحاجة إلى اتخاذ إجراءات دولية لمعالجة الأسباب الجذرية لهذا العنف وعواقبه. لا يمكننا أن نبقى مراقبين سلبيين؛ يجب علينا أن نعمل بنشاط من أجل مستقبل لا يكون فيه استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان هو القاعدة بل انحراف غير مقبول".
وقالت كاثرين يونغ من الشبكة الدولية للأسلحة المتفجرة (INEW)، عن حصيلة التقرير "على الرغم من المخاطر الموثقة جيدًا على المدنيين، فإن استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان لا يزال سبباً رئيسياً في الضرر الذي يلحق بالمدنيين في النزاعات المسلحة المعاصرة، حيث يؤدي القتال في المناطق الحضرية إلى زيادة تعرض المدنيين لخطر الأذى. ويجب على الدول أن ترفض تطبيع هذه الخسائر المدمرة للمدنيين".