الامم المتحدة: الغذاء موجود، والناس تموت، ولا نستطيع الوصول اليهم
متابعات ـ مواطنون
قالت الامم المتحدة ان الجوعى في السودان يموتون، والغذاء موجود، لكنها لا تستطيع الوصول الا إلى شخص واحد من كل 10 أشخاص، بسبب التهديدات الأمنية، وحواجز الطرق، والمطالبات بفرض الرسوم والضرائب، وقالت الوضع في السودان كارثي.
وكشف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في بيان اليوم الجمعة، أن 70 شاحنة، تحمل ما يكفي من الغذاء لإطعام نصف مليون شخص لمدة شهر واحد، ظلت عالقة في بورتسودان لأكثر من أسبوعين في يناير في انتظار الحصول على التصاريح، وتم تأمينها الأسبوع الماضي فقط، بينما ظلت 31 شاحنة أخرى تابعة لبرنامج الأغذية العالمي، فارغة ولم تتمكن من مغادرة الأبيض لأكثر من ثلاثة أشهر، وكان من المفترض أن تقوم بتوصيل مساعدات منتظمة إلى مناطق كردفان وكوستي وود مدني. غير انه اشار الى ان عمليات توزيع الطعام متواصلة في ولايات كسلا والقضارف والنيل الأزرق.
ودعا البرنامج الاممي، الأطراف المتحاربة في السودان مجددا، إلى توفير ضمانات فورية، بشكل عاجل، لإيصال المساعدات الغذائية الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق إلى المناطق المتضررة من النزاع في السودان، وخاصة عبر خطوط النزاع حيث يقع المدنيون النازحون الجياع محاصرين ومعزولين من المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة.
وطالب بالتحرك الفوري لمنع الأزمة من أن تصبح كارثة، محذرا مجددا من ان كارثة مجاعة باتت تلوح في الأفق في البلاد، مشيرا الى ان عدد الجياع قد تضاعف عما كان عليه قبل عام واحد، مؤكدا في الوقت نفسه انه ما زال يحاول الحصول على ضمانات أمنية للوصول إلى الأسر الضعيفة المحاصرة وفي حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية.
واوضح إيدي رو، ممثل برنامج الأغذية العالمي في السودان ومديره القطري في السودان ان برنامج الاغذية العالمي "يمتلك الغذاء في السودان، ولكن عدم وصول المساعدات الإنسانية وغيرها من العقبات غير الضرورية تؤدي إلى إبطاء العمليات وتمنعنا من إيصال المساعدات الحيوية للأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى دعمنا".
وقال "يجب على طرفي هذا الصراع المروع أن ينظرا إلى ما هو أبعد من ساحة المعركة وأن يسمحا لمنظمات الإغاثة بالعمل. نحن بحاجة إلى حرية الحركة غير المقيدة، بما في ذلك عبر خطوط النزاع، لمساعدة الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها الآن، بغض النظر عن مكان وجودهم".
وتابع "يجب أن تكون كل شاحناتنا على الطريق كل يوم لتوصيل الغذاء إلى الشعب السوداني، الذي يعاني من الصدمة والإرهاق بعد أكثر من تسعة أشهر من الصراع المروع. ومع ذلك، فإن المساعدات المنقذة للحياة لا تصل إلى من هم في أمس الحاجة إليها، ونحن نتلقى بالفعل تقارير عن أشخاص يموتون جوعا".
واكد ان المدنيين النازحين الجياع محاصرين ومعزولين من المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة قائلا "إن هؤلاء الأشخاص محاصرون في مناطق الصراع الساخنة، بما في ذلك الخرطوم ودارفور وكردفان، والآن الجزيرة، ولكي تصل إليهم المساعدات فلابد من السماح للقوافل الإنسانية بعبور خطوط المواجهة. ومع ذلك، فقد أصبح من المستحيل تقريبًا على وكالات الإغاثة العبور بسبب التهديدات الأمنية، وحواجز الطرق، والمطالبات بفرض الرسوم والضرائب".