غرفة طوارئ بحري تعلن توقف المطابخ الجماعية
متابعات ـ مواطنون
اعلنت احدى ابرز الجماعات التطوعية التي تعمل على تقديم الطعام الى آلاف السكان في مدينة الخرطوم بحري طوال فترة الحرب الجارية في البلاد، عن توقف تقديم هذه الخدمة، بسبب انقطاع خدمات الاتصالات، وشح وانعدام المواد التموينية واستحالة توفيرها.
واوضحت "غرفة طوارئ بحري" في بيان لاحق الاثنين، توقف ٣٨ مطبخ عن العمل، يستفيد منها أكثر من ٣٢ ألف أسرة، وفقدان التواصل مع أكثر من ٦٠ الف أسرة في مدينة بحري يحتاجون إلى الطعام والملجأ والدواء، بسبب انقطاع شبكة الانترنت التي كانت عماد التنسيق والتبرعات وتنظيم الخدمات للمواطنين.
وقالت غرفة الطوارئ "بكل اسف واسى ننقل الي جماهير شعبنا خبر توقف كافة المطابخ الجماعية العاملة في مدينة بحري عن العمل. لقد ادت ظروف انقطاع خدمات الاتصالات التي كانت تيسر تنسيق انسياب المساعدات بالاضافة الي شح وانعدام المواد التموينية واستحالة توفيرها في وضع الاظلام الكامل للتواصل الذي يعيشه السودان باكمله منذ ٤ فبراير ٢٠٢٤ الي عجز متطوعي الغرف عن الاستمرار في ابقاء عمل المطابخ الجماعية".
وحذر المتطوعون من ان توقف عمل هذه المطابخ، بسبب انقطاع الانترنت، يهدد مئات الالاف من المواطنين المدنيين المحاصرين في المدينة التي تحولت الى منطقة قتال، واغلبهم من الاطفال والنساء وكبار السن بالجوع، وعجز المتطوعين عن تقصي الحالات الطارئة وتقديم اي نوع من انواع المساعدات.
وناشدت منظمات الامم المتحدة العاملة في السودان وعلى رأسها صندوق الغذاء العالمي ومكتب تنسيق الشئون الانسانية واليونسيف والصليب الاحمر وكافة المنظمات الانسانية الاخرى بالانتباه لخطورة الوضع الحالي في مدينة بحري والتدخل العاجل لتوفير الاغاثة الانسانية والمواد الغذائية بشكل خاص للمواطنين المحاصرين.
وطالبت بالعمل على حماية المدنيين والضغط على الطرفين المتحاربين لابقاء قطاع الاتصالات خارج مجال اعمالهم الحربية، وتعهدت باستعادة عمل وانشطة المطابخ الحماعية باسرع وقت ممكن.
وبرزت غرف الطوارئ، التي شكلها متطوعون من لجان المقاومة الذين كانوا يقودون الاحتجاجات الشعبية قبل اندلاع الحرب في منتصف أبريل الماضي، لتعويض غياب السلطات المحلية في مناطق الصراع وتوقف صرف الرواتب، الأمر الذي أدى إلى خروج معظم مؤسسات الدولة عن الخدمة، وخاصة المرافق الصحية.
وظلت غرف الطوارئ تواصل في مساعدة المدنيين العالقين في العاصمة ومناطق الصراع الأخرى على الرغم من المضايقات والاعتقالات التي يتعرضون لها من قبل طرفي الصراع.
وتعمل غرفة طوارئ ولاية الخرطوم، التي تتفرع عنها سبع غرف منتشرة في مدن العاصمة الثلاث الخرطوم وأم درمان وبحري، على توفير الغذاء المدعم وإنشاء مطابخ تكافلية في الأحياء وتوزيع سلال غذائية على الأسر في بعض المناطق.
كما تساهم أيضا في توفير الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء بالتعاون مع الجهات المختصة وإنشاء دور الإيواء في مناطق نزوح المواطنين والإشراف عليها ورصد الطرق الآمنة والمساعدة في عمليات الإجلاء لمناطق أكثر أمنا.
وتواجه غرف الطوارئ عقبات عديدة حسب مناطق سيطرة أي من طرفي النزاع، ومن بينها صعوبة إيصال المساعدات والمعينات الطبية للمستشفيات والمراكز الصحية، حيث يتم إيقافها ومصادرتها أحيانا قبل أن تصل إلى وجهتها.
وأضفى انقطاع الاتصالات والإنترنت في السودان منذ ما يزيد على عشرة أيام مزيد من الصعوبة على عمل هؤلاء المتطوعين، الذين يعتمدون على الانترنت في التواصل بين المتطوعين بالخارج ومقدمي الخدمة بالداخل، والتواصل بين المتطوعين في جميع أنحاء ولاية الخرطوم، وتوقف التحويلات البنكية في التطبيقات المختلفة التي يعتمدون عليها لتوفير المال اللازم لتجهيز وتقديم الخدمات، خصوصا الغذائية.