كرة القدم السودانية: موسم الهجرة إلى ليبيا
الزين عثمان
مساء غداً الجمعة ولحساب الجولة الخامسة لدوري ابطال افريقيا سيواجه الهلال السوداني فريق انتركلوب الانغولي. ازرق السودان قرر ان ينقل مواجهته من الملاعب التنزانية لملعب شهداء بنينا بمدينة بنغازي الليبية وذلك بعد أن حرمته حرب ابريل من قلعته في قلب أمدرمان.
وبعد ان خاض مواجهتين في العاصمة التنزانية دار السلام اختار الهلال ممثل السودان في دوري ابطال افريقيا ان يكمل مشواره من الأراضي الليبية ومن مدينة بنغازي تحديداً وذلك بغية الاستفادة من الجماهير السودانية المتواجدة هناك وذلك في مواجهة فريق "انتركلوب الانغولي"وذلك بغية المحافظة على حظوظه في خطف بطاقة التأهل من المجموعة التي ينافس فيها كل من الترجي والنجم الساحلي من تونس.
بررت إدارة نادي الهلال اختيارها ليبيا بسبب التواجد الجماهيري الذي سيجده الفريق من مجموع السودانيين المقيمين هناك وهو امر يحتاجه الفريق السوداني لتجاوز المجموعة التي ينافسه فيها كل من الترجي والنجم التونسيان بالاضافة للفريق الانغولي.
موسم الهجرة نحو ليبيا لا يبدو رهينا بالهلال الساعي للمحافظة على فرصته في خطف بطاقة التأهل للدوري القادم فقد سبق وان اختار صقور الجديان الاراضي الليبية وملاعبها من اجل خوض منافسات تصفيات التأهل لنهائيات كأس العالم وسبق للمريخ ان اختار ملعب شهداء بنينا في بنغازي مسرح لمواجهاته في النسخة الماضية لدوري أبطال افريقيا.
في ليبيا لن يجد الهلال دعم الجماهير السودانية فقط بل سيجد في المقابل دعم منقطع النظير من لاعبي كرة قدم سودانيين فلا يكاد يمر يوم الا ويعلن نادي منسوب للاتحاد الليبي لكرة القدم تعاقده مع لاعب سوداني وذلك في اعقاب قرار صادر من الاتحاد الليبي بان يتم التعامل مع اللاعبين السودانين كـ "ليبين".
أكثر من 12 لاعب سوداني انضموا للدوري الممتاز الليبي في ترة الانتقالات الحالية يأتي على راس القائمة مهاجم فريق الهلال جون مانو الذي دشن مشواره مع فريق "الصداقة" الذي انضم له على سبيل الاعارة وزار جون مانو برفقة نجم الهلال السابق السمؤل ميرغني مقر بعثة الهلال في بنغازي.
في ذات الوقت الذي انطلق فيه عدداً من لاعبو نادي المريخ في موسم الهجرة نحو ليبيا التي استقبلت انديتها كل من المهاجم الجزولي والمدافع قائد صقور الجديان بخيت خميس وحلواني الكرة السودانية محمد حامد التش الذي اختار نادي "السواحلي" ولاعب خط الوسط عمار طيفور وكذلك الجناح عيد مقدم الذي انطلق نحو ليبيا قادماً من رواندا بعد تجربة احترافية هناك.
ولم يكتفي لاعبو كرة القدم السودانية بالتوقيع ففي اندية الدوري الممتاز الليبي فقد انخرط اخرين في صفوف اندية دوري الدرجة الأولى في ليبيا وذلك نتيجة لتداعيات الحرب المشتعلة في السودان والتي أدت لتجميد النشاط الرياضي في البلاد وهي خطوة سيستفيد منها نجوم السودان بعيداً عن توقف النشاط الرياضي ومن شأنها ايضاً المساهمة في رفع مستوى التنافس في مسابقات كرة القدم الليبية التي تشهد طفرة الأن مستفيدة من الاستقرار النسبي في الجماهيرية في الايام الاخيرة.
الحرب نقلت الهلال الى تنزانيا ومنها نحو ليبيا وهي ذات الحرب التي دعت بعدد من نجوم السودان في كرة القدم للرحيل نحوليبيا من اجل المحافظة على قدرتهم التنافسية وعدم الابتعاد عن الميادين الخضراء حفاظاً على مسيرتهم وبالطبع ذات الحرب هي ما اوقفت النشاط الرياضي في الدولة المؤسسة للاتحاد الافريقي حيث تحولت استادات كرة القدم لساحات حرب تضج بالموت وهي التي كانت قبل عام تضج بالحياة الهتاف والفرح ساعة احراز الاهداف. ولا هدف أجمل يرغب لاعبو السودان في احرازه الان أكثر من هدف في مرمي الحرب ينقلهم وبلادهم لدوري مواصلة الحياة وسط اهلهم وجماهيرهم.